الترجمة محتملة، والحديبية بتخفيف الياء وتشديدها وهي بئر سمى المكان بها، وقيل شجرة، وقال الطبري قرية قريبة من مكة أكثرها فى الحرم وباقيها في الحل وهي على تسعة أميال من مكة، وقال الواقدي من المسجد، قاله في المواهب. وسببها أنه عليه السلام رأى في منامه أنه دخل البيت هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين، كما ذكره الواقدي، وأما ما رواه البيهقي أنه عليه السلام رأي وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين. فلما نحر الهدي بالحديبية قال أصحابه أين رؤياك يا رسول الله؟ فنزل:(لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق)(الآية)، فهي رؤيا رآها بالحديبية تبشيرا من الله ثانيا ولا يصلح جعلها سببا في خروجه من المدينة خرج عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين هلال ذي القعدة سنة ست من الهجرة للعمرة لا يريد قتالا واستنفر العرب ومن حوله من البوادي ليخرجوا معه لئلا يتعرض له قريش بحرب، وساق الهدي وأحرم بالعمرة ليأمن الناس وأخرج معه أم سلمة رضي الله عنها فى ألف وأربع مائة، كما فى الصحيحين عن البراء، ويقال ألف وخمسمائة كما فيهما أيضا عن جابر ويجمع بينهما بأنهم كانوا أكثر من ألف وأربعمائة فمن قال أربعمائة ألغي الكسر ومن قال خمسمائة اعتبره، ويؤيد هذا ما في البخاري عن البراء أيضا أنهم كانوا ألفا وأربعمائة أو أكثر وأما ما في الصحيحين عن ابن أبي أوفي ألف وثلاثمائة فيمكن حمله علي ما اطلع هو عليه واطلع غيره على زيادة ناس والزيادة من الثقة مقبولة وأما قول ابن إسحاق أنهم سبعمائة فلم يوافقه أحد عليه وجزم ابن عقبة بأنهم ألف وستمائة، واستخلف علي المدينة ابن أم مكتوم، قاله في المواهب ولم يخرج معه بسلاح إلا سلاح المسافر السيوف في القرب، بضمتين جمع قراب، ومعهم مائتا فرس وبعث عليه السلام عينا له من خزاعة يقال له بسر بضم الموحدة وسكون المهملة بن سفيان وقيل بكسر الموحدة وإعجام الشين. وسار صلى الله تعالى عليه وسلم حتى كان بغدير