الأشطاط قريبا من عسفان والاشطاط بشين معجمة وطاءين مهملتين بينهما ألف جمع شط وهو جانب الوادي، اتاه عينه فقال إن قريشا قد جمعوا لك جموعا وقد جمعوا لك الأحابيش وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت والأحابيش بحاء مهملة وموحدة آخره معجمة جمع أحبوش بضم الهمزة والباء وهم بنو الهون بن خريمة وبنو الحارث بن عبد مناة وبنو المصطلق من خزاعة كانوا تحالفوا مع قريش علي يد قصي بن كلاب، قيل عند الحبشي جبل بأسفل مكة، وقيل سموا بذلك لتحبشهم أي تجمعهم نقله الزرقاني. وفي رواية أن بسرا قال له هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجوا معهم العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمر وقد نزلوا بذي طوي يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا، والعوذ بضم العين المهملة وسكون الواو فذال معجمة جمع عائذ وهي الناقة ذات اللبن، المطافيل بتفح الميم والطاء المهملة فألف ففاء مكسورة فتحتية ساكنة فلام التي معها أطفالها يريد أنهم خرجوا معهم بذوات الألبان من الإبل، ليتزودوا بألبانها ولا يرجعوا حتي يمنعوه أو كنى بذلك عن النساء معهن الأطفال، أي أنهم خرجوا بنسائهم وأولادهم لإرادة طول المقام ليكون ذلك أدعي لعدم الفرار. قال السهيلي سميت عوذا وإن كان الولد هو الذي يعوذ بها لأنها تعطف عليه بالشفقة والحنو قاله في المواهب وشرحها. وروي الخرائطي أن بسرا بن سفيان قدم عليه صلى الله تعالى عليه وسلم عام الحديبية فقال يا بسر هل عندك علم ان أهل مكة علموا بمسيري؟ فقال إني لأطوف بالبيت في ليلة كذا وقريش في أنديتها إذ صرخ صارخ من أعلى جبل أبي قبيس بصوت أسمع أهل مكة:
(هيوا لصاحبكم مثلي صحابته ... سيروا إليه وكونوا معشرا كرما)
(بعد الطواف وبعد السعي فى مهل ... وإن يحوزهم من مكة الحرما)
(شاهت وجوههم من معشر ثكل ... لا ينصرون إذا ما حاربوا صنما)
فارتجت مكة وتعاقدوا أن لا تدخل عليهم عامهم هذا فقال صلى الله تعالى عليه وسلم هذا الهاتف سلفع شيطان الأصنام يوشك أن يقتله الله