إن شاء الله. فبينما هم كذلك سمعوا من أعلي الجبل صوتا:
(شاهت وجوه رجال حالفوا صنما ... وخاب سعيهم ما أقصر الهمما)
(إني قتلت عدو الله سلفعة ... شيطان أوثانكم سحقا لمن ظلما)
(وقد أتاكم رسول الله فى نفر ... وكلهم محرم لا يسفكون دما)
قال الزرقاني فإن ثبت هذا فكأنه أخبره، فبعثه عينا هل اجتمعوا فذهب وعاد مخبرا له باجتماعهم اهـ. ولما أتاه عليه السلام خبرهم استشار أصحابه فقال أبو بكر يا رسول الله خرجت عامدا لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه، وقال امضوا علي اسم الله. وفي البخاري حتي إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ان خالدا بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فو الله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش وهي بفتحتين غبار الجيش الأسود كذا قيد به الحافظ والمؤلف يعني القسطلاني قاله الزرقاني، فانطلق خالد يركض نذيرا لقريش وسار النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حتي إذا كان بثنية المرار بكسر الميم وتخفيف الراء وهي الطريق التي تشرف علي الحديبية وهي التي يهبط منها علي قريش بركت به عليه السلام ناقته القصواء بفتح القاف وسكون المهملة وفتح الواو ممدود مهموز وقال الناس حل، حل، بفتح الحاء وسكون اللام فيهما وقال الخطابي إن قلت واحدة فبالسكون، وإن عددتها نونت الأولى وسكنت الثانية، وحكى غيره السكون فيهما، والتنوين كنظيره في بخ بخ، وهي كلمة تقال للناقة إذا تركت السير. يقال حللت فلانا إذا أزعجته عن موضعه لكن الرواية بالسكون قاله القسطلاني فألحت بفتح الهمزة واللام وشد الحاء المهملة أي تمادت علي عدم القيام فلم تبرح عن مكانها، فقالوا خلأت بخاء معجمة ولام وهمزة مفتوحات أي حرنت وبركت من غير علة، القصواء مرتين، قيل كان طرف أذنها مقطوعا والقصو قطع طرف الأذن، وقيل لأنها لا تسبق، فقيل لها ذلك لأنها بلغت أقصى السير فقال النبي صلى