قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر، فذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه إلى آخر ما مر فبرز له علي رضي الله عنه، فقال:
(أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث غابة كريه المنظره)
أكيلكم بالسيف كيل السندره)
وفي رواية:
أوفيكم بالصاع كيل السندره
فضرب رأس مرحب فقتله. قال الإمام بن أبي جمرة وشاكي السلاح هو الذي ظهرت حدته وشوكته والمغامر بالغين المعجمة هو المباطش يقال غامره إذا باطشه وقاتله، ولم يبالي بالموت، قال النووي قوله مغامرا أي يركب غمرات الموت وشدائده ويلقي نفسه فيها ويخطر بسيفه، هو بكسر الطاء أي يرفعه مرة ويضعه أخرى، وقوله يسفل له بكسر الفاء من التسفيل وهو التصويب، وقال النووي بضم الفاء أي يضربه من أسفله وحيدرة اسم الاسد، وكانت فاطمة بيت أسد أم علي رضي الله عنها سمته أسدا باسم أبيها، فلما قدم أبو طالب سماه عليا، والسندرة مكيال ضخم اهـ كلام ابن أبي جمرة وهو الذي ذكر الروايتين المتقدمتين فى البيت والسندرة بفتح السين، قال ابن أبي جمرة وروى البيهقي أن مرحبا خرج وعليه مغفر يماني وحجر مثل البيضة على رأسه، قال فاختلفا ضربتين فبادره علي بضربة نفذ الحجر والمغفر ورأسه ووقع فى الأضراس، وما فى هذا الحديث من أن عليا هو الذي قتل مرحبا هو الصحيح عند ابن عبد البر وكذا قال ابن الأثير أنه الصحيح، الذي عليه أكثر أهل الحديث وأهل السير، وروى موسى بن عقتبه وابن إسحاق أن الذي قتل مرحبا هو محمد بن مسلمة الأنصاري وأنه لما خرج يرتجز أجابه كعب بن مالك: