للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الذراعين والكتف، فوضعت بين يديه ومن حضر من أصحابه، وفيهم بشر بن البراء بن معرور بمهملات الخزرجي الصحابي بن الصحابي، شهد بدرا وما بعدها حتى مات وتناول صلى الله تعالى عليه وسلم الذراع فانتهس بسين مهملة أي أخذ بمقدم أسنانه منها وتناول بشر عظما آخر، فلما ازدرد صلى الله تعالى عليه وسلم لقمته أي ابتلع ما انفصل بريقه منها فلا ينافي رواية ابن إسحاق أنه لم يسغها فلفظها، ازدرد بشر بن البراء ما في فيه وأكل القوم في الإمتاع أنهم ثلاثة وضعوا أيديهم في الطعام ولم يصيبوا منه شيئاً، وأنه صلى الله تعالى عليه وسلم أمرهم بالحجامة وكأن معناه إن صح أنهم لم يبتلعوا لكنهم وضعوه في أفواههم، فأثر قليلا فأمرهم بالحجامة فقال صلى الله تعالى عليه وسلم ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع تخبرني أنها مسمومة.

وفيه أن بشر بن البراء مات من أكلته، قيل من ساعته وقيل بعد حول وبه جزم السهيلي. وروى الدمياطي أنه دفعها إلي أولياء بشر فقتلوها ورواه ابن سعد عن الواقدي بأسانيد متعددة، قال الواقدي وهو أثبت، وقال الزهري أسلمت فتركها.

وروى سليمان بن طرخان في مغازيه أنها قالت لما قال لها ما حملك على ذلك؟ قالت: إن كنت نبيا لم يضرك وإن كنت كاذبا أرحت الناس منك وقد استبان لي الآن أنك صادق، وأنا أشهدك ومن حضر أني على دينك وأن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. قال فانصرف عنها حين أسلمت. وجزم في الإصابة بأنها صحابية والله تعالى أعلم. انتهي من المواهب وشرحها.

ولما فتحت خيبر كلم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الحجاج بن علاط السلمي فقال يا رسول الله إن لي مالا بمكة عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة ومالا متفرقا في تجار مكة فأذن لي، فأذن له. قال إنه لابد لي أن أقول؛ قال قل؛ قال الحجاج فخرجت حتى إذا قدمت مكة وجدت بثنية البيضاء رجالا يستمعون الأخبار فلما رأوني ولم يكونوا

<<  <  ج: ص:  >  >>