أمهات المؤمنين. قال الحافظ ولد صفية مائة نبي ومائة ملك، ثم صيرها الله لنبيه.
قال الزرقاني يعني أن في أصولها ذلك. والظاهر أنه من جهة الآباء والأمهات كما قيل في قول ابن الكلبي: كتبت للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحا.
فائدة:
كانت صفية من الصفي بفتح المهملة وكسر الفاء وشد الياء وهو سهم يختاره عليه السلام من الخمس، وقيل كان اسمها قبل السبي زينب، فلما صارت من الصفي سميت صفية. وفي هذه الغزوة حرم لحوم الحمر الأهلية، وقال كعب بن مالك يوم خيبر:
(ونحن وردنا خيبرا وفروضه ... بكل فتى عاري الأشاجع مزودي)
(جواد لدى الغياث لا واهن القوى ... جريئ على الأعداء في كل مشهد)
(عظيم رماد القدر في كل شتوة ... ضروب بنصل المشرفي المهند)
(يري القتل مدحا إن أصاب شهادة ... من الله يرجوها وفوزا لأحمد)
(يذود ويحمي عن ذمار محمد ... ويدفع عنه باللسان وباليد)
(وينصره في كل أمر يريبه ... يجود بنفس دون نفس محمد)
والفروض ثلم في النهر يستقى منها والله أعلم. والمذود كمنبر الحامي للحقيقة. وفي هذه الغزوة سمت زينب بنت الحارث زوجة سلام بن مشكم الشاة وأهدتها له صلى الله تعالى عليه وسلم، وفي أبي داود أنها أخت مرحب وبه جزم السهيلي وللبيهقي أنها بنت أخي مرحب، وروي أنها جعلت تسأل أي الشاة أحب إليه عليه السلام فيقولون أحبها الذراع، فعمدت إلي عنز لها فذبحتها وصلتها أي شوتها، ثم عمدت إلي سم بتثليث السين لا يطنئ بضم التحتية وسكون الطاء المهملة ونون بعدها همزة أي لا يلبث أن يقتل من ساعته وهو المعروف بسم ساعة، وقد شاورت يهود في اختيار سم من جملة سموم عينتها بأن سألت أيها أسرع قتلا، فاجتمعوا لها على هذا السم بعينه فسمت الشاة وأكثرت