للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حين بنى بصفية ثلاثة أيام بلياليهن ومدة الذهاب والإياب ثمانية أيام فغاية المدة نحو شهر فلا يكون واد القرى في جمادي يعني بهذا رد ما في المواهب والله أعلم. وروى مالك ومن طريقه البخاري ومسلم عن أبي هريرة افتتحنا خيبر ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى واد القرى انتهى.

وفي الكلاعي ولما فرغ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من خيبر انصرف إلي واد القرى نزلناها أصلا مع مغرب الشمس ومع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم غلام أهداه له رفاعة بن زيد الجذامي فوالله أنه ليضع رحل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذ أتاه سهم غرب فقتله فقلنا هنيئا له الجنة، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إن شملته الآن لتحرق عليه في النار كان غلها من فيئ المسلمين يوم خيبر، فسمعها رجل من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأتاه فقال يا رسول الله أصبت شراكين لنعلين لي، فقال يوقد لك مثلهما من النار. انتهى.

قوله سهم غرب قال في القاموس وأصابه سهم غرب ويحرك وسهم غرب نعتا أي لا يدرى راميه. وفي المواهب أنه عليه السلام أقام بواد القرى أربعة أيام يحاصرهم، وفي الزرقاني قال الواقدي عبأ صلى الله تعالى عليه وسلم أصحابه للقتال وصفهم ودفع لواءه إلي سعد بن عبادة وراية إلي الحباب بن المنذر وراية إلي سهل بن حنيف وراية إلي عباد بن بشر ثم دعاهم إلي الإسلام وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحصنوا دماءهم وحسابهم على الله، فبرز رجل منهم فقتله الزبير ثم آخر فقتله الزبير ثم آخر فقتله علي، ثم آخر فقتله أبو دجانة، ثم آخر فقتله أبو دجانة حتى قتل منهم أحد عشر، كلما قتل رجل دعا من بقي إلي الإسلام. ولقد كانت الصلاة تحضر يومئذ فيصلي بأصحابه، ثم يعود

<<  <  ج: ص:  >  >>