فيدعوهم إلي الله ورسوله، فقاتلهم حتى أمسوا وغدا عليهم، فلم ترتفع الشمس حتى أعطوا ما بأيديهم وفتحها صلى الله تعالى عليه وسلم عنوة وغنمه الله أموالهم وأصابوا أثاثا ومتاعا كثيرا وقسم ما أصاب على أصحابه بواد القرى وترك الأرض والنخيل بأيدي يهود وعاملهم عليها، وأقطع جمرة بالجيم ابن هوذة بفتح الهاء والمعجمة العذري رمية سوط من واد القرى وأصاب مدعما سهم غرب ومدعم بكسر الميم وسكون الدال وفتح العين المهملتين آخره ميم عبد أسود هداه له رفاعة بن زيد أحد بنى الضبيب كما في مسلم، وهو بضم المعجمة وفتح الموحدة بعدها نون وقيل بفتح المعجمة وكسر الموحدة. وفي رواية للصحيحين فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر.
فقال صلى الله تعالى عليه وسلم إن الشملة التي غلها من خيبر تشتعل عليه نارا، والشملة كساء يلتف فيه. وقيل إنما تسمى شملة إذا كان لها هدب وتقييد بعض بالغلط إن ثبت أنه الواقع عنا وإلا فاللغة الإطلاق وقوله سهم عائر بالعين المهملة أي لا يدرى راميه فهو بمعنى سهم غرب كما في الرواية الأولى.
وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر وقال كان على ثقل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم رجل يقال له كركرة فقال صلى الله تعالى عليه وسلم هو في النار في عباءة غلها. وكلام عياض يشعر باتحاد قصته مع قصة مدعم، وقصة مدعم كانت بواد القرى ومات بسهم وغل شملة والذي أهداه له صلى الله تعالى عليه وسلم رفاعة بخلاف كركرة فأهداه هوذة بن علي وغل عباءة ولم يمت بسهم فافترقا.
نعم في مسلم عن غمر، لما كان يوم خيبر قالوا فلان شهيد فقال صلى الله تعالى عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها، أو عباءة فهذا يمكن تفسيره بكركرة، قاله الزرقاني.
ولما بلغ فتح واد القرى أهل تيماء صالحوه صلى الله تعالى عليه وسلم