تعالى عليه وسلم من خيبر إلي المدينة أقام بها شهري ربيع وما بعده إلي شوال يبعث سراياه فيما بين ذلك ثم خرج في ذي القعدة مؤتمرا مكان عمرته التي صد عنها. وفي المواهب وشرحها تواترت الأخبار أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لما أهل ذو القعدة سنة سبع أمر أصحابه أن يعتمروا وأن لا يتخلف أحد ممن شهد الحديبية وخرج معه صلى الله تعالى عليه وسلم من المسلمين ألفان سوى النساء والصبيان واستخلف على المدينة أبا رهم بضم الراء وسكون الهاء كلثوم بن الحصين الغفاري وقال ابن هشام عويف بالفاء مصغرا بن الأضبط بضاد معجمة وطاء مهملة الديلمي ويقال بمثلثة بدل الفاء وقال البلاذري أبا ذر، وساق عليه السلام ستين بدنة وحمل السلاح والبيض والدروع والرماح وقاد مائة فرس فلما بلغ ذو الحليفة قدم الخيل أمامه عليها محمد بن مسلمة وقدم السلاح واستعمل عليه بشيرا كأمير ابن سعد والد النعمان فقيل يا رسول الله حملت السلاح وقد شرطوا أن لا تدخلها إلا بسلاح المسافر السيوف في القرب. فقال عليه السلام أنا لا ندخله عليهم الحرم. ولكن يكون قريبا منا، فإن هاجنا من القوم هيج كان السلاح قريبا منا. وأحرم صلى الله تعالى عليه وسلم من باب المسجد ولبى والمسلمون يلبون معه ومضى ابن مسلمة في الخيل إلي مر الظهران فوجد نفرا من قريش وسألوه عن سبب مجيئه بالخيل فقال هذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصبح بفتح الصاد وشد الموحدة أي يأتي هذا المنزل غدا إن شاء الله فأتوا قريشا فاخبروهم، ففزعوا وقالوا والله ما أحدثنا حدثا وإنا على كتابنا ومدتنا ففيم يغزونا محمد؟ وبعثوا مكرزا في نفر حتى لقوه ببطن ياجج بتثليث الجيم فقالوا والله ما عرفت صغيرا ولا كبيرا بالغدر وقد شرطت أن لا تدخل إلا بسلاح المسافر، فقال إني لا أدخل عليهم بسلاح، فقال هو الذي تعرف به البر والوفاء، ثم رجع إلي مكة فقال إن محمدا على الشرط الذي شرط لكم ونزل عليه السلام بمر الظهران وقدم السلاح إلي بطن ياجج موضع قال ابن الأثير على ثمانية