للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أميال من مكة ينظر من به إلي أنصاب الحرم أي أعلام حدوده وخلف عليه السلام أوس بن خولي بفتح المعجمة وفتح الواو ضبطه العسكري واقتصر عليه في التبصير الخزرجي البدري في مائتي رجل وخرجت أشراف قريش إلي رؤوس الجبال عداوة لله ولرسوله، ولم يقدروا على الصبر على رؤيته عليه السلام يطول بالبيت. وفي رواية خرجوا غيظا وحنقا بفتح المهملة والنون وقاف وهو عطف تفسير ونفاسة أي حسدا يقال نفس بالشيء بالكسر حسده عليه. وخرج صلى الله تعالى عليه وسلم راكبا على ناقته القصوى والمسلمون متوحشون السيوف محيطون به مخافة أن يؤذيه غلمان المشركين، فدخل من الثنية التي تطلعه على الحجون وابن رواحة آخذ بزمام راحلته يقول:

(خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله)

(ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله)

(يا رب إني مؤمن بقيله ... إني رأيت الحق في قبوله)

قوله خلوا أي تنحوا، وسبيله طريقه، وقوله نضربكم بسكون الباء للتخفيف كقراءة أبي عمر {إن الله يأمركم} وقوله:

(فاليوم اشرب غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل)

وقوله على تنزيله أي النبي مكة:

إن عارضتم ولا نرجع كما رجعنا يوم الحديبية أو على تنزيل القرآن، وإن لم يتقدم له ذكره نحو {حتى توارت بالحجاب}. والهام جمع هامة وهي الرأس ومقيله محل نومه نصف النهار كناية عن محل الراحة أي يزيل الرأس عن العنق، قوله ويذهل الخليل إلخ ... أي لكونه يهلك أحدهما فيذهل الهالك عن الحي والحي عن الهالك، والقيل المقول.

فلما أنشده ابن رواحة قال عمر: يا بن رواحة أبين يدي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وفي حرم الله تقول شعرا؟ فقال له صلى الله تعالى عليه وسلم خل عنه يا عمر فلهي فيهم أسرع من نطح النبل أي فلهي أبلغ في نكايتهم وإيذائهم وقهرهم من رمي السهام، وفي رواية:

<<  <  ج: ص:  >  >>