(خلوا بني الكفار عن سبيله ... قد أنزل الرحمن في تنزيله)
(في صحف تتلى على رسوله ... بأن خير القتل في سبيله)
(نحن قتلناكم على تنزيله ... كما قتلناكم على تأويله)
قوله تنزيله أي القرآن، وقوله بأن الباء زائدة، وسبيله الثاني جهاد أعدائه، وفي السابق الطريق المحسوس فلا إيطاء، وقوله على تأويله أي على إنكاركم ما أول به كما فهمنا منه، والمعنى نحن نقاتلكم على إنكار تأويله كما قتلناكم على إنكار تنزيله، مصدر بمعنى اسم المفعول، أي ما نزل عليه، الدال على رسالته وصدقه في كل ما جاء به. وقال ابن هشام أن قوله نحن ضربناكم على تأويله إلخ .. من قول عمار بن ياسر يوم صفين والدليل على ذلك أن المشركين لم يقروا بالتنزيل وإنما يقاتل على التأويل من أقر بالتنزيل، قال ابن كثير وفيه نظر فقد تابع ابن إسحاق عليه موسى بن عقبة وغيره وجاء من غير وجه عن عبد الرزاق قال في الفتح إذا ثبتت الرواية فلا مانع من إطلاق ذلك والتقدير على رأي ابن هشام نحن ضربناكم على تأويله أي حتى تذعنوا إلي ذلك التأويل انتهى المراد من الزرقاني.
قال ابن سعد وغيره ولم يزل رسول صلى الله تعالى عليه وسلم يلبى حتى استلم الركن أي الحجر الأسود بمحجنه بكسر الميم وفتح الجيم عصا معوجة الرأس يلتقط بها الراكب ما سقط منه وطاف على راحلته والمسلمون يطوفون معه مشاة.
وفي الصحيحين أن المشركين قالوا إنه يقدم عليكم وفد وهنتهم بتخفيف الهاء وشدها أي أضعفتهم حمى يثرب. فأمرهم صلى الله تعالى عليه وسلم أن يرملوا بضم الميم أي يسرعوا الأشواط الثلاثة جمع شوط بفتح الشين وهو الجري إلي الغاية والمراد هنا الطواف حول الكعبة، وفي جواز تسمية الطوفة شوطا. وعن الشافعي كراهته، وإنما أمرهم بذلك ليري قريشا قوتهم وأمرهم أن يمشوا بين الركنين اليمانيين حيث لا تراهم قريش إذ كانوا من قبل قعيقعان، فلما رملوا قال المشركون ما