الموتة بلا همز فضرب من الجنون. وفي الحديث أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يقول في صلاته أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، وفسره الراوي فقال نفثه الشعر ونفخه الكبر وهمزه الموتة انتهى، انتهى من الزرقاني.
وسببها أنه صلى الله تعالى عليه وسلم أرسل الحارث بن عمير الأزدي ثم اللهبي بكسر اللام وسكون الهاء بكتاب إلي أمير بصرى من جهة هرقل وهو الحارث بن أبي شمر الغساني فمنعه شرحبيل بضم الشين وفتح الراء وسكون الحاء بن عمرو الغساني كافة معروف من أمراء قيصر وأوثقه فضرب عنقه قال في المواهب ولم يقتل لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم رسول غيره. فبعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ثلاثة آلاف وأمر عليهم زيد بن حارثة وقال إن قتل فجعفر بن أبي طالب أميرهم، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، فإن قتل فليرتضى المسلمون لرجل من بينهم يجعلونه عليهم، وروى أنه كان ثم يهودي فقال يا أبا القاسم إن كنت نبيا فسميت من سميت قليلا أو كثيرا أصيبوا جميعا لأن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا استعملوا الرجل على القوم ثم قالوا إن أصيب فلان فلو سمى مائة أصيبوا جميعا ثم جعل يقول لزيد أعهد فإنك لا ترجع إلي محمد إن كان نبيا، قال زيد فأشهد أنه رسول صادق بار، قالوا وعقد لهم عليه السلام لواء أبيض ودفعه إلي زيد وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير وأن يدعوا من هناك إلي الإسلام فإن أجابوا وإلا فأقول لكم استعينوا بالله وقاتلوهم.
وخرج مشيعا لهم حتى بلغ ثنية الوداع فودعهم ولما ودع ابن رواحة بكى فقالوا ما يبكيك؟ فقال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم، ولكني سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقرأ آية {وإن منكم إلا واردها} فلست أدرى كيف لي بالصدور بعد الورود. فلما ساروا نادى المسلمون دفع الله عنكم وردكم صالحين غانمين، فقال ابن رواحة.