(حتى يقولوا إذا مروا على جدث ... أرشده الله من غاز وقد رشدا)
وذات فرع بكسر الفاء وسكون الراء وغين معجمة أي واسعة يسيل دمعها، والزبد محركة رغوة الدم، قاله الزرقاني. وقوله تنفذ الأحشاء يقال نفذه كنصره خرقه كأنفذه ورشد كفرح ونصر. ولما ودع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عبد الله بن رواحة قال:
(أنت الرسول فمن يحرم نوافله ... والوجه منه فقد أرزي به القدر)
(فثبت الله ما أتاك من حسن ... في المرسلين ونصرا كالذي نصروا)
وقوله نظروا يعنى المشركين، قاله الكلاعي، وفي الزرقاني أنه حين اهـ إلي قوله فثبت الله قال له صلى الله تعالى عليه وسلم وأنت فثبتك الله يا بن رواحة. وحدث زيد بن أرقم قال: كنت يتيما لعبد الله بن رواحة فخرج بي في سفره ذلك مردفي على حقيبة رحله فوالله إنه ليسير ليلة إذ سمعته ينشد أبياته هذه:
(إذ أديتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء)
(فشأنك فانعمي فخلاك ذم ... ولا أرجع إلي أهلي وراء)
(وجاء المسلمون وغادرونى ... لأرض الشام مشتهى الثواء)
(هنالك لا أبالى طلع بعل ... ولا نخل أسافلها رواء)
قوله خلاك ذم أي فارقك الذم، فلست بأهل له ومشتهى الثواء أي الإقامة، أي لا أريد رجوعا والبعل الذي يشرب بعروقه من رطوبة الأرض؛ قال فلما سمعتهن بكيت فخفقني بالدرة وقال ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل، قوله فخفقني أي ضربني، والدرة بالكسر التي يضرب بها، ثم مضى القوم حتى نزلوا معان بضم الميم على ما صوبه الوقشي وغيره. ونقل مغلطاي فتحها عن البكري ونقل عنه الروض ضمها بعين مهملة فألف فنون وهو جبل بالشام، وبلغ المسلمين أن هرقل نزل مئاب بفتح الميم من أرض البلقاء