رأوا العسكر أفزعهم ولابن أبي شيبة فإذا النيران قد أخذت الوادي كله، وفي البخاري فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة فقال أبو سفيان ما هذه النيران والله لكأنها نيران عرفة فقال له بديل بن ورقاء هذه نيران بني عمرو بفتح العين وفي رواية نيران بني كعب يعني بهما خزاعة، وعمر هو ابن لحي كما في الفتح وغيره فقال أبو سفيان عمرو أقل من ذلك أي من أن تكون هذه نيرانها يعني خزاعة فرأوهم ناس من حرس رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخذوهم فقالوا من أنتم؟ فقالوا هذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه. فقال أبو سفيان هل سمعتم بمثل هذا الجيش نزل على أكباد قوم لم يعلموا بهم. وعند ابن إسحاق أن العباس خرج ليلاً على بغلته صلى الله تعالى عليه وسلم قال فوالله إني لأسير عليها إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان وأبو سفيان يقول ما رأيت كالليلة نيراناً ولا عسكراً. فقال بديل هذه خزاعة حمشتها الحرب، فقال أبو سفيان خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيروانها. قال فعرفت صوته، فقلت أبا حنظلة فعرف صوتي، فقال أبا الفضل، قلت نعم. قال ما لك فداك أبي وأمي، قلت ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في الناس وأصباح قريش والله، قال لما الحيلة فداك أبي وأمي قلت والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب في عجز هذه البغلة حتى أتى بك رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فاستأمنه لك، فركب خلفي فسرت به كلما مر بنار من نيران المسلمين قالوا من هذا؟ فإذا رأوا بغلته صلى الله تعالى عليه وسلم وأنا عليها قالوا عم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على بغلته حتى مر بنار عمر بن الخطاب فقال من هذا؟ وقام إلي، فلما رأى رأبا سفيان قال أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ثم خرج يشتد وركضت البغلة فسبقته واقتحمت عن البغلة فدخلت عليه صلى الله تعالى عليه وسلم ودخل عليه عمر فقال يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عهد، فدعني فأضرب عنقه، قلت يا رسول الله إني قد أجرته، فلما أكثر عمر في شأنه قلت مهلاً يا عمر فوالله لئن كان من رجال بني عدي بن كعب لما قلت هذا ولكنك قد علمت أنه من رجال بن عبد مناف، فقال