للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول جزم ابن إسحاق وعين المحل فقال لقياه بنقب العقاب فأعرض صلى الله تعالى عليه وسلم عنهما فكلمته أم سلمة فيهما فقالت يا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عنهما فكلمته أم سلمة فيهما فقالت يا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ابن عمك وابن عمتك وصهرك قال لا حاجة لي بهما أما ابن عمي فهتك عرضي وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال. يعني قوله والله لا آمنت بك حتى تتخذ سلماً إلى السماء فتعرج فيه، وأنا أنظر ثم تأتي بصك وأربعة من الملائكة يشهدون أن الله تعالى أرسلك، فقالت له أم سلمة لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك وهذا نهي لهما في الظاهر وهو في الحقيقة سؤال له عليه السلام أن يقبل عليهما وتلطفت في العبارة أدباً أن تخاطبه بصورة نهي، فلما خرج إليهما الخبر بذلك قال أبو سفيان والله ليأذنن أو لأخرجن بابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشاً وجوعاً. فلما بلغ ذلك النبي صلى الله تعالى عليه وسلم رق لهما ثم إذن لهما فدخلا عليه وأسلما وأنشد أبو سفيان:

(لعمرك إني يوم أحمل رايتي ... لتغلب خيل اللات وخيل محمد)

(لكالمدلج الحيران أظلم ليلة ... فهذا أواني حين اهدي واهتدي)

(الأبيات)

وقال علي لأبي سفيان إيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من قبل وجهة فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف، {تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين}، فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن منه قولاً ففعل ذلك أبو سفيان فقال له صلى الله تعالى عليه وسلم لا تثريب أي لا عتب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.

ويقال أن أبا سفيان ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حياء منه منذ أسلم. وقال عند موته لا تبكن علي فإني لم أنطق بخطيئة منذ أسلمت. ولما نزل عليه السلام بمر الظهران أمر أصحابه فأوقدوا عشرة آلاف نار لتراها قريش فترعب من كثرتها قال الزرقاني ولم يأمر باقي من معه وهم ألفان بالإيقاد تخفيفاً ولم يبلغ قريشاً مسيره وهم مغتمون خائفون من غزوه إياهم فبعثوا أبا سفيان وقالوا خذ لنا أماناً من محمد فخرج أبو سفيان وحكيم بن جزام وبديل مصغر بن ورقاء الخزاعي وأسلموا كلهم يوم الفتح حتى أتوا مر الظهران فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>