أربعمائة فقال من هؤلاء؟ قال أسلم، قال ما لي ولأسلم؟ ثم مرت بنو كعب بن عمرو، قال هؤلاء حلفاء محمد صلى الله عليه وسلم، ثم مرت مزينة فيها مائتا فرس، قال من هؤلاء؟ قال مزينة، قال مالي وما لمزينة قد جاءتني تتقعقع من شواهقها، ثم مرت جهينة في ثمانمائة، قال من هؤلاء؟ قال جنهينة، قال ما لي ولجهينة، والله ما كان بيني وبينهم حرب قط، وفي رواية زيادة أشجع وتميم وفزارة وفي البخاري زيادة سعد بن هذيم وهو سعد بن زيد بن ليث بن سود بضم المهملة بن أسلم بضم اللام كما في ابن حجر والزرقاني والقسطلاني بن الحاف بمهملة وفاء ابن قضاعة حتى مر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في الكتيبة الخضراء التي لم ير مثلها معه المهاجرون والأنصار مع كل بطن من الأنصار لواء وراية وهم في الحديد لا يرى منهم إلا الحدث ولعمر فيها زجل بصوت عال وهو يقول رويدا يلحق أو لكم آخركم، وإنما قيل لها الخضراء لكثرة الحديد فيها. قال ابن هشام والعرب تكني بالخضرة عن السواد وبه عنها ولعله إيثار للون المحبوب لنفرة النفوس من السواد، وفي البخاري يقال فيها ألفا دارع أي بالتثنية وكان على الأنصار سعد بن عبادة معه الراية فقال يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة أي يوم حرب لا مخلص منه أو يوم قتل يقال لحم فلان إذا قتله اليوم تستحل الكعبة أي يقتل من أهدر دمه ولو تعلق بأستارها وقتال من عارض من أهل مكة وبإزالة ما يزعمون أنه تعظيم لها من أصنام وصور وقد وقع جميع ذلك فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الذمار بالمعجمة المكسورة وخفة الميم أي الهلاك تمنى أن ت كون له قوة فيحمي قومه قاله عجزا، وقيل معناه هذا يوم الغضب للحرم إن قدر عليه وقيل معناه هذا يوم يلزمك فيه حفظي وحمايتي بقربك للمصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم فسمع مقالة سعد رجل من المهاجرين فقال يا رسول الله ما نأمن أن تكون لسعد في قريش صولة وللواقدي أن عثمان وعبد الرحمن قالا ذلك جميعاً، فقال لعلي الحقه وخذ الراية منه وكن أنت تدخل بها وروى الأموي أن أبا سفيان قال له صلى الله تعالى عليه وسلم لما حاذاه أمرت بحذف الاستفهام بقتل قومك؟ قال لا وذكر له ما قال سعد ثم ناشده الله