للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خيل لنا إلا أن كل حجر وشجر فارس يطلبنا انتهى.

ولما ثبت معه صلى الله تعالى عليه وسلم من ثبت، كان رجل من هوازن على جمل أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح أمام هوازن إذا أدرك طعن برمحه وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه، فبينما هو كذلك إذ أهوى إليه علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار فأتى علي من خلفه وضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه وضرب الأنصاري الرجل ضربة أطنت قدمه بنصر ساقه، وحدث أنس أن أبا طلحة يوم حنين استلب عشرين رجلاً ولما انهزمت هوازن استحر القتل في ثقيف في بني مالك فقتل منهم سبعون رجلاً تحت رايتهم فيهم ذو الخمار ولما قتل أخذها عثمان بن عبد الله بن ربيعة فقاتل بها حتى قتل فقال عليه السلام أبعده اللن فإنه كان يبغض قريشاً وكانت راية الأحلاف مع قارب ابن الأسود، فلما انهزم الناس هرب هو وقومه من الأحلاف فلم يقتل غير رجلين يقال لأحدهما وهب، وللآخر الجلاح، فلما قتل الجلاح قال عليه السلام قتل اليوم سيد شباب ثقيف، إلا ما كان من أمر هنيدة يعني الحارث بن أوس، ولما انهزم المشركون أتوا الطائف ومعهم مالك بن عوف، وعسكر بعضهم بأوطاس وتوجه بعضهم نحو نخلة وتبعت خيله صلى الله تعالى عليه وسلم من سلك في نخلة فأدرك ربيعة بن رفيع بالفاء مصغرا دريد بن الصمت فأخذ بخطام جمله وهو يظن أنه امرأة، فإذا هو دريد ولا يعرفه الغلام فقال له دريج ما تريد؟ قال أقتلك. قال ومن أنت؟ قال أنا ربيعة بن رفيع السلمي، ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئاً فقال بئس ما سلحتك أمك. خذ سيفي من مؤخر الرجل ثم أضرب به وارفع عن العظام واخفض عن الدحماغ فإني كذلك كنت أضرب ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمت، فرب والله يوم قد منعت فيه نساءك، ولما ضربه تكشف فإذا بطون فخذيه مثل القرطاس من ركوب الخيل أعراء فلما رجع ربيعة إلى أمه أخبرها، فقالت أما والله لقد أعتق أمهات لك ثلاثاً، وقالت عمرة بنت دريد ترثي أباها:

(قالوا قتلنا دريداً، قلت قد صدقوا ... فظل دمعي على السربال ينحدر)

(لولا الذي قهر الأقوام كلهم ... رأت سليم وكعب كيف يأتمروا)

اهـ من الاكتفاء. وفي الزرقاني أن ربيعة أدرك دريداً في ست مائة

<<  <  ج: ص:  >  >>