تعالى عليه وسلم لم يقوموا لنا حلب شاة فلما لقينا جعلنا نسوقهم في آثارهم حتى انتهينا إلى صاحب البغلة البيضاء فإذا هو رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وتلقانا عنده رجال بيض الوجوه حسان، فقالوا لنا شاهت الوجوه ارجعوا فانهزمنا وركبوا أكتافنا. وفي رواية وكانت إياها أي الهزيمة، وفي سيرة الدمياطي كان سيمى الملائكة يوم حنين عمائم حمر أرخوها بين أكتافهم وفي رواية عمائم خضر فيحتمل أن بعضها حمر وبعضها خضر، وعن جبير بن مطعم رأيت قبل هزيمة القوم أي المشركين والناس يقتتلون مثل البجاد الأسود أقبل من السماء حتى سقط بين القوم، فنظرت فإذا نمل أسود مبثوث قد ملأ الوادي لم أشك انها الملائكة ولم يكن إلا هزيمة القوم والبجاد بكسر الموحدة والجيم الخفيفة آخره دال مهملة الكساء، وجمعه بجد أراد أن الملائكة لكثرتهم واختلاط بعضهم ببعض صاروا كالبجاد المتصل أجزاؤه بنسجه. وعن شيوخ من الأنصار رأينا يومئذ كالبجد السود هوت من السماء ركاماً فإذا نمل مبثوث فإن كنا ننفضه عن ثيابنا فكان نصر الله أيدنا به، ولعل نزولهم في صورة النمل ليظهروا للمسلمين فسألوا عنهم ويتوصلوا بذلك للعلم لأن ذلك من معجزاته عليه السلام، نقله الزرقاني. وروى أحمد والحاكم والبيهقي برجال ثقاة عن ابن مسعود قال كنت مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوم حنين فولى الناس وبقيت معه في ثمانين رجلاً من المهاجرين والأنصار فقمنا على أقدامنا ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله تعالى عليهم السكينة ورسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على بغلته لم يمض قدماً فجادت به صلى الله تعالى عليه وسلم بغلته فمال السرج، فقلت ارتفع رفعك الله، فقال ناولني كفاً من تراب فضرب وجوههم وامتلأت أعينهم تراباً وجاء المهاجرون والأنصار سيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب فولى المشركون الأدبار والسكينة الطمأنينة وجاد بغلته لعل معناه خرجت عن الاستقامة قال الزرقاني.
وروى البخاري في التاريخ عن عمرو بن سفيان قال قبص صلى الله تعالى عليه وسلم يوم حنين قبضة من الحصي فرمى بها وجوهنا فما