ولما انكشف المسلمون أمر عليه الصلاة والسلام العباس وكان صيتا قيل كان يسمع قوته من ثمانية أميال فقال يا عباس نادي يا معشر الأنصار يا أصحاب السمرة يعني الشجرة التي بايعوه تحتها بيعة الرضوان يا أصحاب سورة البقرة وخصت بالذكر حين الفرار لتضمنها كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة أو لتضمنها أوفوا بعهدي أوفي بعدكم، أو ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، قاله الزرقاني. فلما سمع المسلمون نداء العباس أقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت على أولادها حتى نزل صلى الله تعالى عليه وسلم كأنه في حرجة بفتح المهملة والراء وبالجيم شجر ملتف. قال العباس فلرماح الأنصار كانت أخوف عندي على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من رماح الكفار أخرجه البيهقي أي خاف أن يصيبه منها شيء بغير قصد لشدة عطفهم عليه. وفي رواية فأج ابوا لبيك لبيك، فيذهب الرجل ليثني بعيره فلا يقدر على ذلك، فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وترسه ويقتحم عن بعيره يخلي سبيله ويؤم الصوت حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأمرهم عليه السلام أن يصدقوا الحملة فاقتتلوا مع الكفار وعند ابن إسحاق حتى إذا اجتمع عليه مائة منهم استقبلوا الناس فاقتتلوا فكانت الدعوى للأنصار ثم خلصت أخيراً للخزرج وكانوا صبراً عند الحرب فأشرف رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فنظر إلى قتالهم فقال الآن حمي الوطيس، والوطيس التنور يخبز فيه يضرب مثلاً بعد نطقه به عليه السلام إذ هو أول من نطق به كما صرح به غير واحد من شدة الحرب التي يشبه حرها حره وتناول عليه السلام حصيات من الأرض ثم قال شاهت الوجوه أي قبحت خبر بمعنى الدعاء ورمى بها في وجوه المشركين، زاد مسلم ثم قال انهزموا ورب محمد. فما خلق اللهم منهم إنساناً إلا ملأ عينيه من تلك القبضة بضم القاف الشيء المقبوض وهو المناسب هنا. قال البرهان ويجوز فتحها فما رجع الناس إلا والأسرى عنده صلى الله تعالى عليه وسلم مكتفون وروى البيهقي والطبري وغيرهما عن رجل كان في المشركين يوم حنين قال لما التقينا نحن وأصحاب رسول الله صلى الله