(فكأنه ليث على أشباله ... وسط الهباءة خادر في مرصد)
فاستعمله عليه السلام على من أسلم من قومه وتلك القبائل فكان يقاتل بهم ثقيفاً لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه. انتهى المراد من كلامه.
وبعث عليه السلام عبيد بن سليم بالصتغير فيهما ابن حضار بفتح المهملة وشد المعجمة فألف فراء أبا عامر الأشعري وهو عم أبي موسى عبد الله بن قيس حين فرغ من حنين، في طلب من فر من هوازن إلى أوطاس بفتح الهمزة وسكون الواو وطاء وسين مهملتين وهو واد في ديار هوازن وهناك عسكروا هو وثقيف ثم التقوا بحنين، قال الحافظ والراجح أن وادي أوطاس غير واد حنين ويوضحه أن ابن إسحاق ذكر أن هوازن لما انهزموا صارت فرقة إلى الطائف وطائفة إلى نخلة وطائفة إلى أوطاس، وكان مع أبي عامر سلمة بن الأكوع الفارس المشهور، فانتهى إليهم أبو عامر فإذا هم مجتمعون، فقاتلوه فقتل منهم أبو عامر نفسه تسعة أخوة مبارزة، بعد أن يدعوا كل واحد منهم إلى الإسلام، ويقول اللهم اشهد عليه، ثم برز له العاشر معلماً بعمامة صفراء فدعاه إلى الإسلام وقال اللهم اشهد عليه، فقال اللهم لا تشهد علي. فكف عنه أبو عامر فأفلت ثم أسلم وحسن إسلامه.
وكان عليه السلام إذا رآه يقول هذا شريد أبي عامر بالراء، كذا ذكر ابن هشام عن من يثق به وجزم الواقدي بأن العاشر لم يسلم، وأنه الذي قتل أبا عامر وعلى الأول فاختلف فيمن قتل أبا عامر رضي الله عنه.
فقيل رماه ابنا جشم بن معاوية وهما العلاء بفتح المهملة وأوفى فأصاب أحدهما قبله والآخر ركبته فقتلاه فقتلهما أبو موسى الأشعري، وقيل أن أبا عامر قتله سلمة بن دريد بن الصمت فقتله أبو موسى وخلف أبا عامر أبو موسى في استخلافه، فقاتلهم حتى فتح الله عليه وظفر المسلمون بالسبايا والغنائم وكان في السبي الشيماء بفتح المعجمة وسكون التحتية ويقال فيها الشماء بلا ياء بنت الحارس بن عبد العزى واسمه جدامة بضم الجيم ودال مهملة وميم أو خذافة بضم الحاء المهملة وذال معجمة فألف ففاء أو خذافة بمعجمة مكسورة وذال معجمة أخته عليه السلام من الرضاعة، وكان صلى الله تعالى عليه وسلم قال إن