وهي السرب الذي يصنع للإبل والغنم يكفها، وكان السبي في حظائر مثلها، خالاتك وعماتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك وأنت خير مكفول، ولو أنا ملحنا أي أرضعنا والملح الرضاع للحارث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر ثم نزل منا بمثل الذي نزلت رجونا عطفه، وأنت خير المكفولين، ثم أنشأ يقول:
(أمنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وندخر)
(أمنن علي ببيضة قد عاقها قدر ... مشتت شملها في دهرها غير)
(أبقت لنا الدهر هتافا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر)
(إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرحم الناس حلما حين تختبر)
(أمنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملاؤه من محضها الدرر)
(إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر)
(لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنا معشر زهر)
(إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر)
(فألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إن العفو مشتهر)
(يا خير من مرحت كمت الجياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشرر)
(إنا نؤمل عفوا منك نلبسه ... هاد البرية إذ تعفو وتنتصر)
(فاعفو عفى الله عن ما أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر)
قال: فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشعر، قال: ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وقالت قريش ما كان لنا فهو لله ولرسوله، وقالت الأنصار ما كان لنا فهو لله ولرسوله وقال الأقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا؛ وقال عيينة أما أنا وبنو فزارة فلا. قال العباس بن مرداس وبنو سليم فلا. فقالت بنو سليم بلي؛ ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال لهم عباس وهنتموني، فقال عليه السلام أما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي فله بكل إنسان ست فرائض من أول سبي أصيبه فردوا إليهم أبناءهم ونساءهم، وقوله رسول الله منادي وفي سببية وقوله فإنك المرء ال لاستغراق أفراد الجنس أي المرء الجامع للصفات المحمودة المتفرقة في