وفي المواهب خرج عليه الصلاة والسلام في طلبهم في مائتين من المهاجرين والأنصار وجعل أبو سفيان وأصحابه يلقون جروب السويق وهي عامة أزوادهم يتخففون للهرب ويأخذها المسلمون ولذا سميت غزوة السويق، ولم يلحقه عليه الصلاة والسلام.
وكانت غيبته عن المدينة خمسة أيام أي بيومي الدخول والخروج كما في الزرقاني.
وأورد ابن هشام وأبو الربيع هذه الغزوة قبل قينقاع وعند بعض أهل السير أنها في سنة ثلاث كما مر، وقناة بفتح القاف وخفة النون واد بالمدينة وسلام بتشديد اللام وتخفيفه ومشكم كمنبر وقراه أضاف، وسقاه أي الخمر، كما قال أبو سفيان.
(سقاني فرواني كميتا مدامة ... على ظماٍ مني سلام ابن مشكم)
والجرب جمع جراب ككتاب، وإلى هذه الغزوة أشار الشيخ البدوي بقوله:
(وغزوة السويق في أثر أبي ... سفيان إذ حرق نخل يثرب)
(وغال نفسين وكان آلى ... لا يقرب النساء أو ينالا)
(وكان يلقي جرب السويق ... مخافة اللحوق في الطريق)
(فسميت بذاك ثم بعدها ... قرقرة الكدر لقوم عندها)
وقوله يثرب قال الخازن في قوله تعالى حكاية عن المنافقين:{يا أهل يثرب} يعني يا أهل المدينة وقيل يثرب اسم الأرض، ومدينة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم من ناحية منها سميت باسم رجل من العماليق كان قد نزلها، وفي بعض الأخبار أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم نهى أن تسمى المدينة يثرب، فقال هي طابة، كأنه كره هذه اللفظة لما فيها من التثريب وهو التقريع والتوبيخ أ. هـ. وفي الذهب الإبريز عنه صلى الله تعالى عليه وسلم من قال للمدينة يثرب فاليستغفر الله إنها طابة ثلاث مرات، نقله في الريان.