للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألفاً، إلى أن قال وجمع بأن الثلاثين ثم المتبوعين والأربعين هم الأتباع فالجملة سبعون ألفاً، ومعه عشرة آلاف فرس، وضرب ابن أبي علي حدة العسكر أسفل منه وكان فيما يزعمون ليس بأقل العسكرين فلما سار المصطفى تخلف ابن أبي فيمن تخلف من أهل الريب وقالوا يغزو محمد بني الأصفر مع جهد الحال والحر والبلد البعيد، ثم سار ودفع لواءه الأعظم إلى أبي بكر ورايته العظمى إلى الزبير وخلف علياً على أهله، فقال المنافقون ما خلفه إلا استثقالاً، فأتاه وأخبره، فقال كذبوا، لكن خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

ولما مر عليه السلام بالحجر سجى ثوبه واستحث راحلته ثم قال لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا إلا وأنتم باكون خوفاً من أن يصيبكم ما أصابهم وقال لا تشربوا من ماء بئر ولا يتوضأ منه، وما من عجين عجنتموه فأطعموه الناضح، ولا تأكلوا منه، فأصبح الناس لا ماء معهم، فعطشوا فجعلوا ينحرون إبلهم ليعصروا أكراشها ويشربوا ماءها، فقال أبو بكر قد عودك الله في الدعاء فادعو؛ فرفع يديه نحو السماء فلم يرجعهما حتى أرسل الله سبحانه فأمطرت حتى ارتووا وحملوا. فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق، ترى ما دعى به رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأمطرنا، فقال إنما مطرنا بنوء كذا، فأنزل الله: {وتجعلون رزقكم أنك تكذبون} ثم ضلت القصواء وخرج الصحابة في طلبها، فقال بعض المنافقين اليس يزعم أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته، فأطلعه الله تعالى عليها، فقال عليه السلام إن رج لاً قال كذا وذك .. وإني لا أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها فهي في الوادي في شعب كذا حبستها شجرة بزمامها فوجدوها كذلك.

ولما انتهى إلى تبوك أتاه صاحب إيلة وأطاله الجزية، وأتاه أهل جرباء وأذرح فأعطوها وكتب لهم كتاباً بالأمان، وبعث خالد بن الوليد إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>