أكيدر دومة فوجده يصيد البقر ليلاً، هو وأخوه حسان في نفر من قومه فأخذه خالد وأتى به النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بعد أن قتل أخاه حسان فصالح أكيدر وأعطى الجزية اهـ المراد من كلام المناوي.
وقد مر بعث خالد هذا في البعوث، وفي المواهب ولما مر صلى الله تعالى عليه وسلم بالحجر بكسر الحاء وسكون الجيم بديار ثمود قال لا تشربوا من مائها شيئاً ولا يخرجن أحدكم منكم إلا ومعه صاحبه، ففعل الناس إلا رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجة والآخر في طلب بعيره، فأما الذي خرج لحاجته فخنق على مذهبه، وأما الذي خرج في طلب بعيره فاحتملته الريح حتى طرحته بجيلى طي فأخبر بذلك رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال ألم أنهكم ثم دعى للذي خنق على مذهبه فشفي وأما الآخر فأهدته طيء لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حين قدم المدينة.
قوله: ولا يخرجن أحد منكم أي الليلة كما عند ابن إسحاق وذلك لحكمة علمها ولعلها أن الجن لا تقدم على اثنين، وقد روى الإمام في الموطأ مرفوعاً: إن الشيطان يهم بالواحد الباجي أي باغتياله، ويحتمل أنه يهم بصرفه عن الحق، وقوله لحاجة أي لتغوط، وخنق بمعجة مبني للمفعول اي صرع ومذهبه بفتح الميم والهاء بينهما معجمة ساكنة هو الموضع الذي يتغوط فيه، وقوله دعا للذي بلام الجر وفي نسخة دعا الذي أي طلبه يتغوط فيه، وقوله دعا للذي بلام الجر وفي نسخة دعا الذي أي طلبه فحضر والأولى أظهر. قاله الشيخ محمد بن عبد الباقي.
وفي مسلم والموطأ عن معاذ أنهم وردوا عين تبوك وهي تبض بشيء من ماء وأنهم غرفوا منها قليلاً قليلاً، حتى اجتمع في شن، ثم غسل صلى الله تعالى عليه وسلم وجهه ويديه ومضمض ثم أعاده فيها فتفجرت بماء كثير، فاستقى الناس ثم قال يا معاذ يوشك أن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا ملئى جناناً وتبض بفتح الفوقية وكسر الموحدة وضاد معجمة أي تقطر وتسيل هكذا، رواه ابن مسلمة وابن القاسم ورواه يحيى وطائفة بالمهملة أي تبرق قاله الباجي، قاله الزرقاني؛ ولما انتهى