عليه السلام إلى تبوك أتاه صاحب أيله بفتح الهمزة وهو يُحنة بضم التحتية وفتح المهملة والنون المشددة فتاء تأنيث ابن رؤبة النصراني فصالحه وأعطاه الجزية وأتاه أهل جربى بجيم مفتوحة فراي ساكنة فموحدة تقصر وتمد وأهل أذرح بهمزة مفتوحة وذال معجمة ساكنة وراء مهملة مضمومة وحاء مهملة قيل هي فلسطين، وهما بلدان بالشام بينهما ثلاثة أميال، قال في القاموس وغلط من قال بينهما ثلاثة أيام وإنما الوهم من رواة الحديث من إسقاط زيادة ذكرها الدارقطني، وهي ما بين ناحيتي خوضي كما بين المدينة وجربى وإذرح قاله محمد بن عبد الباقي. ولما أتوه أعطوه الجزية أي التزموها كما فعل يحنة، ووجد عليه السلام هرقل بحمص دار الشام باطلا، ولم يهم بذلك فكتب له كتاباً يدعوه إلى الإسلام فقارب الإجابة ولم يجب ثم انصرف عليه السلام بعد أن قام بتبوك بضم عشرة ليلة وقال الدمياطي عشرين ليلة يصلي بها ركعتين ولم يلقي كيدا، أي حربا. وذكر الواقدي أنه شاور أصحابه في التقدم، فقال عمر أن كنت أمرت بالمسير فسر، فقال لو أمرت بالمسير لم أستشرك فيه، فقال يا رسول الله إن للروم جموعاً كثيرة وليس بها مسلم، وقال دنونا وأفزعهم دنوك فلو رجعت هذه السنة حتى ترى أو يحدث الله أمرا انتهى.
ولما أراد عليه السلام الخروج إلى تبوك أرسل إلى أهل مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم فجاء البكاؤون يستحملونه أي يطلبون منه ما يركبون وكلهم معسر لا يحب التخلف عن الغزو معه، فقال لا أجد ما أحملكم عليه. ومنهم سالم بن عمير الأوسي وعلبة بن زيد الأنصاري من بني عمرو وابن عوف وعبد الرحمن بن كعب المازري من بني مازر بن النجار وحرمي بن عمر من بني مازن أيضاً ومنهم هرم بن عبد الله بن رفاعة الأنصاري والعرباض ابن سارية السلمي وعبد الله بن مغفل ومعقل بن يسار المزنيان، وبنو مقرن المزني وهم النعمان وسويد