ملك الأوسي وهلال بن أمية الأوسي ثم الواقفي بقاف ثم فاء نسبة إلى بني واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس وسبب تخلف مرارة أنه كان له حائط حين زها، فقال في نفسه قد غزوت قبله فلو أقمت عامي هذا، فلما تذكر ذنبه قال اللهم إني أشهدك أني قد تصدقت به في سبيلك، وسبب تخلف هلال أنه كان له أهل تفرقوا ثم اجتمعوا فقال لو أقمت هذا العام عندهم، فلما تذكر قال اللهم لك علي أن لا أرجع إلى أهل ولا مال. وفي هؤلاء الثلاثة نزل {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}، وتخلف أبو ذر لأن بعيره كان أعجف، فقال أعلفه أياماً ثم ألحق به عليه السلام، فعلفه أياماً ثم خرج فلم يرد به حركة فحمل متاعه على ظهره وسار، قال أبو ذر فطلعت عليه نصف النهار وقد أخذ مني العطش، أي وكان عليه الصلاة والسلام نزل في بعض الطريق، وعند بن إسحاق فنظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله إن هذا لرجل يمشي على الطريق وحده، فقال عليه السلام: كن أبا ذر، فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر. فقال رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده، فكان كذلك، فمات بالربذة ولم يكن معه إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن اغسلاني وكفناني ثم شعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولا هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فأعينونا على دفنه. فلما مات فعلا به ذلك.
وأقبل ابن مسعود في رهط من أهل العراق فلم يرعهم إلا الجنازة على قارعة الطريق، وقد كادت الإبل تطؤها فقال لهم الغلام هذا أبو ذر فأعينونا على دفنه، فاستهل ابن مسعود يبكي ويقول صدق رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم حدثهم ابن مسعود بالحديث. وتخلف أبو خيثمة سعد بن خيثمة فقال تخلفت عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فدخلت حائطاً فرأيت عريشاً قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت ما هذا بإنصاف، رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في السموم والحر وأنا في الظل والنعيم، فقمت إلى ناضح لي وتمرات