للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمراد بالعذر ما هو أعم من المرض، قال المهلب يشهد لهذا الحديث قوله تعالى: {لا يستوي القاعدون} (الآية) فإنه فاضل بين المجاهدين والقاعدين ثم استثنى أولى الضرر من القاعدين فكأنه أحلقهم بالفاضلين وقوله نية المؤمن الخ .. رواه الطبراني والديلمي مرفوعاً بهذا اللفظ ورواه البيهقي وغيره بلفظ أبلغ وكلها ضعيفة لكن بمجموعها يتقوى كما أفاده السخاوي. وقوله فإن نية هؤلاء خير الخ. أي فشاركوهم في الثواب، وزادوا راحة الأبدان، وقصد المصنف بهذا ما عساه يقال غاية ما أفاده الحديث المشاركة أما الزيادة المستفادة من أفعل التفضيل فلا ثم لضعفه جعله مؤيداً بحديث الصحيح انتهى.

ومن الزرقاني ولما رجع عليه السلام من تبوك نزل بذي أوان بفتح الهمزة وكسرها لغة بلفظ الأوان أي الحين، بلد بينها وبين المدينة ساعة من نهار فجاءه خبر مسجد الضرار من السماء فدعا مالك ابن الدخشم بضم الدال المهملة والشين والمعجمة بينهما خاء معجمة ساكنة ويقال الدخيشم بالتصغير ويقال بنون بدل الميم مكبراً ومصغراً الأوسي البدري، ومعن ابن عدي العجلاني البلوي حليف الأنصار شهد أحداً، فقال عليه الصلاة والسلام انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه، فانطلقا يشتدان حتى دخلاه وفيه أهله فحرقاه وهدماه وذلك بعدما أنزل فيه: {الذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً} (الآية).

قال عامة أهل التفسير الذين اتخذوه كانوا اثني عشر منهم خذام بخاء مكسورة وذال معجمتين بن خالد وثعلبة بن حاطب ومعتب ابن قشير وعباد بن حنيف وبحزج بموحدة مفتوحة فمهملة ساكنة فزاي مفتوحة فجيم، بنوه يضارون به بني عمرو بن عوف أهل مسجد قباء الذي أسسه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لما قدم المدينة وصلى فيه ورأى ذلك ناس من بني غنم بفتح المعجمة وسكون النون ابن عوف فقالوا في طائفة من المنافقين نبني نحن أيضاً مسجداً كما بنوا فنقيل فيه فلا نحضر خلف محمد، فقال لهم أبو عامر الفاسق قبل خروجه إلى الشام

<<  <  ج: ص:  >  >>