للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابنوا مسجدكم واستمدوا فيه بما استطعتم من سلاح وقوة فإني ذاهب إلى قيصر فآتي بجند من الروم فأخرج محمداً وأصحابه، فكانوا يرصدون قدومه وقد خرج محارباً لله ورسوله ولما بنوه لأغراضهم الفاسدة المضارة والكفر والإرصاد أرادوا أن يصلي فيه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ليروج لهم ما أرادوه من الفساد والكفر أتاه جماعة منهم وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا يا رسول الله بنينا مسجداً لذي العلة للمرضى والحاجة والليلة الممطرة، ونحن نحب أن تصلي فيه وتدعو لنا بالبركة كما قال تعالى: {وليحلفن إن أردنا إلى الحسنى} أي هذه الأمور التي أظهروها والله يشهد أنهم لكاذبون.

وروي أنه عليه السلام قال لبحزج ويلك ما أردت فقال والله ما أردت إلا الحسنى فنزلت الآية، ولما أتوه وهو يتجهز فقالوا له ذلك، قال عليه السلام إني على جناح سفر وإذا قدمنا إن شاء الله تعالى صلينا فيه فنزلت هذه الآية. وفي حديث عند البيهقي فأنزل الله تعالى: {لا تقم فيه أبدا} إلى قوله: {والله لا يهدي القوم الظالمين}. وقد قدمنا في الهجرة الخلاف في المراد بالمسجد الذي أسس على التقوى وأن الصحيح أنه مسجد قباء وفي صحيح مسلم أنه المسجد النبوي ولا منافاة فكل منهما أسس على التقوى (انظر المواهب وشرحها). ولما أشرف صلى الله تعالى عليه وسلم على المدينة قال هذه طابة، فلما رأى أحداً قال هذا جبل يحبنا ونحبه.

فائدة:

قال في النشر: قرأ نافع وأبو جعفر وأبو عامر: الذين اتخذوا بغير واو قبل الذين، وقرأ الباقون بالواو انتهى.

وقال الثعالبي على أن قوله وآخرون مرجون لأمر الله في المنافقين يكون الذين اتخذوا بإسقاط واو العطف بدلاً من آخرون أو خبر مبتدأ محذوف تقديره هم الذين اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>