وقال ابن جزي قرأ الذين بغير واو صفة لقوله وآخرون، أو على تقديرهم الذين، وهذه القراءة جارية على قول من قال في المرجين هم أهل مسجد الضرار، وقرئ بالواو عطفاً على آخرون وهذه القراءة جارية على قول من قال في المرجين أنهم الثلاثة الذين خلفوا نقله الشيخ الوالد حفظه الله تعالى في الريان وقال الزرقاني ومعتب بن قشير بقاف ومعجمة مصغر ترجم له في القسم الأول من الإصابة، ثم قال وقيل كان منافقاً وقيل أنه تاب وذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً انتهى.
وفي الزرقاني قبل هذا أنه عليه السلام لما قدم المدينة وهدم مسجد الضرار عرضه على عاصم بن عدي ليتخذه داراً، فقال ما كنت أتخذه وقد أنزل الله فيه ما أنزل، ولكن اعطه ثابت بن أقرن، فإنه لا منزل له فأعطاه، فلم يولد في ذلك البيت مولود قط ولا حمام ولا دجاج، وروى ابن المنذر عن ابن جبير وابن جريج وقتادة قالوا ذكر لنا أنه حفر في موضعه بقعة فأبصروا الدخان يخرج منها اهـ.
وقال الناظم:
(وضعفها البعوث دون مين)
يعني أن البعوث التي أرسلها عليه الصلاة والسلام إلى جهاد الكفار ولم يخرج فيها بنفسه الشريفة ضعف الغزوات التي خرج فيها عليه السلام أي قدرها مرتين فهي خمسون لأن الغزوات قد مر له أنها خمس وعشرون، وقوله ضعفها بكسر الضاد المعجمة والضمير المضاف إليه للغزوات، والمين: الكذب، والبعوث: جمع بعث، وهو في الاصطلاح من أرسله صلى الله تعالى عليه وسلم لقتال العدو ولم يحضر معه بنفسه ويسمى أيضاً عندهم سرية كما في المواهب وشرحها وسيرة العراقي وشرحها والغزوات جمع غزوة والمغازي جمع مغزى وأصل الغزو القصد، ومغزى الكلام مقصده، والغالب إطلاق الغزوة على كل عسكر حضره صلى الله تعالى عليه وسلم بنفسه الكريمة وقد تطلق علي على هو أعم من ذلك، فقد تطلق على ما وقع من قصده عليه السلام للكفار بنفسه أو