أشهر من الهجرة في ستين راكباً أو ثمانين من المهاجرين وليس فيهم من الأنصار أحد وعقد له لواء أبيض حمله مصطح كمنبر بن أثاثة بضم الهمزة وتفتح كما في القاموس وخفة المثلثتين ابن عباد بن المطلب بن عبد مناف واسم مصطح عوف، ولقبه مصطح، فخرج عبيدة بمن معه حتى لقي جمعاً عظيماً من المشركين عليهم أبو سفيان كما قال الواقدي أنه الثبت، أو عكرمة بن أبي جهل أو مكرز بكسر الميم وسكون الكاف وفتح الراء فزاي ووجد بخط ابن عبدة أنه بفتح الميم وقال ابن خليل بضم الميم وكسر الراء، والمعتمد الأول، وهو ابن حفص بن الأحنف العامرين ولم يكن بينهم قتال، إلا أن سعد بن أبي وقاص رمي يومئذ بسهم فكان أول من رمى بسهم في سبيل الله أي جنسه فلا ينافي قول الواقدي أنه نثر كنانته فتقدم أصحابه وقد تترسوا عنه، فرمى بما في كنانته وهو عشرون سهماً ما منها سهم إلا جرح إنساناً أو دابة ثم انصرف القوم عن القوم وفرّ إلى المسلمين من المشركين المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان وكانا مسلمين ولكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار قاله الزرقاني، وللعراقي بعد ذكره لبعث حمزة.
(فبعثه عبيدة بن الحارث ... لرابغ أو قبل ذا أو ثالث)
(بأنه شيع كلا منهما ... معا لذاك أشكل ذا وأبهما)
(وكان رمى بينهم لم يعدو ... أول من رمى بسهم سعد)
قال المناوي عقب قوله أو ثالث، أي وقيل قول ثالث بأنه أي المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم شيع كلاً منهما، ولارسالهما معاً أشكل ذا على بعض الناس وأبهم بضم الهمزة، قال القسطلاني هذا مشكل بقولهم أن بعث حمزة كان على رأس سبعة أشهر لكن يحتمل أن يكون المصطفى عليه السلام عقد رايتهما معاً ثم تأخر خروج عبيدة لرأس الثمانية لأمر اقتضاه اهـ.