أستقيهم ثم دعى قبائل قريش فقال هلموا إلى الماء فقد سقانا الله فاستقوا وشربوا ثم قالوا قد والله قضي لك علينا يا عبد المطلب، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا إن الذى سقاك الماء بهذه الفلاة هو الذى سقاك زمزم فارجع إلى سقايتك راشدا، فرجع ورجعوا معه وخلوا بينه وبينها وفي رواية أنه وجد قرية النمل ووجد الغراب ينقر عنها بين إساف ونائلة اللذين كانت قريش تنحر عندهما ذبائحهم فجاء بالمعول وقام يحفر حيث أمر فقامت إليه قريش فقالوا والله لا نتركك تحفر بين وثنينا اللذين ننحر عندهما فقال لابنه الحارث رد عني حتى أحفر فو الله لأمضين لما أمرت، فلما عرفوا أنه غير تارك خلوا بينه وبين الحفر، فلما تمادى به الحفر وجد الغزالين والأسياف والأدراع التى دفنتها جرهم، فقالت قريش انا معك في هذا شرك، فقال لا، ولكن هلم إلى أمر نصف بيني وبينكم نضرب عليها القداح، قالوا كيف نصنع؟ قال: اجعل للكعبة قدحين ولي قدحين ولكم قدحين، فمن خرج قدحاه على شيء كان له ومن تخلف قدحاه فلا شيء له، فجعل قدحين أصفرين للكعبة وأسودين له وأبيضين لقريش، فخرج الأصفران على الغزالين والأسودان على الأسياف والأدراع وتخلف قدحا قريش فضرب الأسياف بابا للكعبة وضرب بالباب الغزالين من ذهب فكان أول ذهب حليته الكعبة ثم لما حفرها كانت له عزا وفخرا على قريش وعلى سائر العرب. وقوله فعمد بفتح الميم ومضارعه بكسرها كذا المنقول ورأيت في بعض الحواشي أن في بعض شروح الفصيح انه يجوز فيه العكس. وقوله إساف بكسر الهمزة وفتح المهملة مخففة ونائلة بنون فألف فتحتية صنمان عند الكعبة، قال الكلبي إساف رجل من جرهم ونائلة امرأة من جرهم وكان يعشقها فحجا فدخلا البيت فوجدا غفلة من الناس وخلوة من البيت ففجر بها فمسخا فوجدوهما ممسوخين فوضعوهما موضعهما ليتعظ بهما الناس فلما طال مكثهما عبدا. نقله الزرقاني مفرقا. ثم لما كمل لعبد المطلب بنون عشرة بعد حفره لزمزم بثلاثين سنة كما عند ابن سعد والبلاذري وقر الله بهم عينه نام ليلة عند الكعبة فرأى قائلا