للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى عليه وسلم فيهجوه هو حسان، ثم رجع إلى المدينة فشبب أي تغزل بنساء المسلمين وآذاهم فقال عليه الصلاة والسلام منلنا بابن الأشرف وفي رواية من لكعب بن الأشرف أي من ينتدب لقتله فقد استعلن لعدواتنان وهجائنا، فقد خرج إلى المشركين فجمعهم لقتالنا وقد أخبرني الله بذلك، فقال محمد بن مسلمة أنا لك به يا رسول الله، أنا أقتله قال فافعل إن قدرت على ذلك. وفي رواية أنه عليه السلام أمر سعد بن معاذ أن يبعث رهطاً ليقتلوه ففعل. وفي رواية أنه عليه الصلاة والسلام قال له إن كنت فاعلاً فلا تعجل حتى تشاور سعد بن معاذ، فشاوره فقال له توجه إليه واشكوا الحاجة وسله أن يسلفكم طعاماً.

ولابن إسحاق أنه مكث ثلاثاً لا يأكل ولا يشرب إلا ما تعلق به نفسه فذكر ذلك له صلى الله تعالى عليه وسلم فدعاه فقال له لم تركت الطعام والشراب؟ قال يا رسول الله قلت لك قولاً لا أدري هل أفين لك به أم لا. قال إنما عليك الجهد.

ولما اجتمع القوم المذكورون على قتله أتوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لابد لنا أن نقول قولاً غير مطابق للواقع يسر كعباً لنتوصل به للتمكن من قتله، قال قولوا ما بدى لكم فأنتم في حل من ذلك. ومشى معهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلمإلى بقيع الغرقد وقال انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم.

ثم رجع عليه السلام إلى بيته وأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه وكان حديث عهد بعرس فهتف به أبو نائلة وكان أخاه من الرضاعة فوثب في ملحفته فأخذت امرأته بناحيتها فقالت إنك امرء تحارب وإن أصحاب الحروب لا ينزلون في مثل هذه الساعة. قال إنه أبو نائلة لو وجدني نائماً ما أيقظني، فقالت والله إني لأعرف في صوته الشر.

وفي البخاري أسمع صوته كأنه يقطر منه الدم، قال إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم إذا دعي إلى طعنة لأجاب اهـ. فنزل فتحدث معهم ساعة وتحدثوا معه وقالوا هل لك يابن الأشراف أن

<<  <  ج: ص:  >  >>