تمشي إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا فقال إن شئتم فخرجوا يتماشون ثم إن أبا نائلة شام يده بمعجمة وميم مخففة أدخلها في فود رأسه ثم شم يده، فقال ما رأيت كالليلة طيباً أعطر ثم عاد لمثلها حتى اطمأن، ثم عاد بمثلها فأخذ بفود رأسه فقال اضربوا عدو الله.
وفي البخاري أن ابن مسلمة قال لأصحابه إذا ما جاء كعب فإني نائل بشعره أي آخذ به فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فاضربوه، فنزل إليهم ينفح منه ريح الطيب، فقال ما رأيت كاليوم ريحاً، فقال عندي أعطر نساء العرب، فقال ابن مسلمة أتأذن لي أن أشم رأسك؟ قال نعم. فشمه ثم أشم أصحابه، وفي رواية فقال ابن مسلمة إن هذا الرجل قد سألنا صدقة ونحن ما نجد ما نأكل وإني قد أتيتك أستسلفك، قال كعب وأيضاً والله لتملنه، وفي رواية وأحب أن تسلفنا طعاماً، قال وأين طعامك؟ قالوا أنفقناه على هذا الرجل وعلى أصحابه. قال ألم يأن لكم أن تعرفوا أنما أنتم عليه من الباطل اهـ؟ قال نعم، ارهنوني، قالوا أي شيء تريد؟ قال ارهنوني نساءكم؛ قالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب، وأي امرأة تمتنع منك لجمالك؟ فقال فارهنوني أبنائكم. قالوا كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أيو وسقين هذا عار علينا ولكنا نرهنك اللامة، يعني السلاح، وإنما قالوا له ذلك لئلا ينكر عليهم مجيئهم بالسلاح.
وفي رواية أن أبا نائلة جاءه فقال له ويحك يابن الأشرف إني قد جئتك لحاجة أريد أن أذكرها لك فاكتم عني. قال افعل. قال كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء، عادتنا العرب ورمتنا عن قوس واحدة وقطعت عنا السبل حتى جاع العيال، فقال كعب: أما والله لقد كنت أخبرك أن الأمر سيصير إلى ما أقول. فقال إني أردت أن تبيعنا طعاماً ونرهنك، وإن معي أصحابي على مثل رأيي وقد أردت ان آتيك بهم فتبيعهم ونرهنك من الحلقة ما فيه وفاء فقال إن في الحلقة لوفاء، وأومأ الدمياطي إلى ترجيحه. قال الحافظ ويحتمل أن كلاً منهما كلمه في ذلك لأن أبا نائلة