أبو سروعة أخو عقبة وهو الذي تقدم، وقال العسكري من زعم أنهما واحد فقد وهم وفي الإصابة أبو سروعة هو عقبة عند الأكثر وقيل أخوه وأسلم يوم الفتح ولابن إسحاق بإسناد صحيح عن عقبة بن الحارث ما أنا قتلت خبيباً أنا كنت أصغر من ذلك ولكن أبا ميسرة العبدري أخذ الحربة فجعلها في يدي ثم أخذ بيدي وبالحربة ثم طعنه بها حتى قتله، ولما أرادوا قتله أنشأ يقول:
(لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع)
(وكلهم مبدى العداوة جاهد ... علي لأني في وثاق مضيع)
(وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنوع)
(إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي ... وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي)
(فذا العرش صبرني على ما يراد بي ... فقد بضعوا لحمي وقد يأس مطمع)
(ولست أبالي حين أقتل مسلماً ... على أي جنب كان في الله مضجع)
(وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع)
(فقد خيروني الكفر والموت دونه ... وقد هملت عيناي من غير مجزع)
(وما بي حذار الموت إني لميت ... ولكن حذاري حجم نار ملفع)
(فلست بمبد للعدو تخشعاً ... ولا جزعاً إني إلى الله مرجعي)
وألبوا بشد اللام حضروا ولا يفسر بجمعوا كما في النور ليغاير ما قبله وما بعده، والمصرع المطرح على الأرض، وذات الإله وجه الله وابتغاء رضاه وثوابه والأوصال الأعضاء جمع وصل، والشلو بكسر الشين المعجمة وسكون اللام الجسد والممزع المقطع المفرق والحجم بفتح الجيم الاضطرام والتلفع التلهب وروي أنهم لما وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب ناشدوه أتحب أن محمداً مكانك؟ قال لا والله ما أحب أن يفديني بشوكة في قدمه.
وأما زيد بن الدثنة فاتبعه صفوان بن أمية فبعث به مولى له اسمه نسطاس بكسر النون إلى التنعيم ليقتله فقتله وروى ابن إسحاق أن أبا سفيان بن حرب قال لزيد لما قدم ليتقل أنشدك بفتح الهمزة وضم الشين أي أسألك بالله أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه