للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم؛ قال والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء وقد أجرت من أجرت، ثم دخل صلى الله تعالى عليه وسلم منزله فدخلت عليه زينب فسألته أن يرد عليه ما أخذ منه، فقبل وقال لها أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له.

وروى البيهقي أن زينب قالت له عليه السلام إن أبا العاصي إن قرب فابن عم وإن بعد فأبو ولد وإني قد أجرته. قال ابن إسحاق وحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه صلى الله تعالى عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاصي فقال لهم إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد أصبتم له مالاً فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم الله فأنتم أحق به، فقالوا يا رسول الله بل نرده عليه حتى إن الرجل ليأتي بالدلو والرجل بالأدواة حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئاً ثم ذهب إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال ماله ثم قال هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟ قالوا لا. قال هل أوفيت ذمتي؟ قالوا اللهم نعم فجزاك الله خيراً فقد وجدناك وفياً كريماً. قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم فلما ردها الله إليكم وفرغت منها أسلمت ثم خرج وقدم المدينة وأخرج الحاكم بسند صحيح أن زينب هاجرت وأبو العاصي على دينه فخرج إلى الشام في تجارة فلما كان قرب المدينة أراد بعض المسلمين الخروج إليه ليأخذوا ما معه ويقتلوه، فبلغ ذلك ذينب فقالت يا رسول الله أليس عقد المسلمين وعهدهم واحداً؟ قال نعم. قالت فاشهد أني قد أجرت أبا العاصي. فلما رأى ذلك الصحابة خرجوا إليه بغير سلاح فقالوا له إنك في شرف قريش وأنت ابن عم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فهل لك أن تسلم فتغنم ما معك من أموال أهل مكة فقال بيس ما أمرتموني به؛ إن افتتح ديني بغدر، فمضى إلى مكة وأسلم عندهم ثم هاجر. وذكر ابن عقبة أن الذي أخذ هذه العير أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>