وهذه مقدمته وأصبح زيد بالنعم في المدينة وهو عشرون بعيراً ولم يلق كيداً قاله في المواهب وشرحها وكانت غيبته أربع ليال وكان شعار المسلمين أمت أمت أمر بالإمامة تفاؤل مع حصول الغرض من الشعار جعلوا هذه الكلمة علامة يتعارفون بها في ظلمة الليل. وللعراقي:
(فبعثه رابعة إلى الطرف ... ماء قريب من مراض فانصرف)
(إلى بني ثعلبة أصابوا ... نعمهم وهرب الإعراب)
والضمير في بعثه لزيد بن سرية زيد خامسة إلى حسمى بكسر الحاء وسكون السين المهملتين مقصور موضع وراء واد القرى بضم القاف وفتح الراء الجوهري اسم أرض بالبادية غليظة لا خير فيها، ينزلها جذام ويقال آخر ما نضب من ماء الطوفان حسمي فبقيت منه بقية إلى اليوم انتهى.
وذكر أن الماء في الطوفان أقام به بعد نضوبه ثمانين سنة وسببها أنه لما أقبل دحية بفتح الدال وكسرها ابن خليفة الكلبي من عند هرقل لما أرسله صلى الله تعالى عليه وسلم إليه يدعوه إلى الإسلام وقد أجاره، وكساه ومعه تجارة له فلقيه الهنيد بضم الهاء وفتح النون وسكون التحتية ابن عارض وابنه عارض بن الهنيذ في ناس من جذام بجيم مضمومة فذال معجمة قبيلة من معد أو اليمن بجبال حسمي قاله الزرقاني؛ وفي القاموس وجذام، كغراب، قبيلة بجبال حسمي من معد انتهى؛ فقطع الهنيد ومن معه الطريق على دحية فأصابوا كل شيء كان معه ولم يتركوا له إلا سمل ثوب وهو بفتح المهملة والميم الثوب الخلق فسمع بذلك نفر من بني الضبيب بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة وسكون التحتية رهط رفاعة بن زيد الجذامي ممن كان أسلم فاستنفذوا لدحية متاعه وقدم دحية على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره بذلك فبعث زيد بن حارثة في خمسمائة رجل ورد معه دحية فكانوا يسرون بالليل ويكمنون بالنهار بضم الميم وفتحها فهجموا مع الصبح على القوم فأكثروا فيهم القتل كما في الزرقاني وقتلوا الهنيد