ثم سرية غالب ثالثة في صفر سنة ثمان لما قدم مؤيدا منصورا إلى بنى مرة ومعه مائتا رجل بفدك موضع مصاب أصحاب بشير بن سعد فقال له المصطفى صلى الله عليه وسلم سر حتى تنتهي إليهم فإن ظفرك الله بهم فلا تبق فيهم، فلما دنا منهم بعث الطلائع، ومنهم علبة بضم المهملة وسكون اللام، وممن بعث مع غالب أسامة بن زيد وابن مسعود وكعب بن عجرة بضم المهملة وحويصة وأبو سعيد الخدري فأتى علبة فأخبره الخبر، فأغار عليهم مع الصبح فقتلوا منهم قتلا وساقوا نعما وشاء وذرية، وكانت سهامهم لكل رجل عشرة أبعرة، وعدله من الغنم عشر شياه لكل بعير.
وللعراقي:
(فبعثه ثالثة إلى فدك ... أجل مصاب من بها قبل هلك)
(من بشير فأصابوا النعما ... وقتلوا في الله قتلى لؤما)
قوله فبعثه أي غالب بن عبد الله، وفدك بفتحتين ومصاب بضم الميم، وقوله أجل أي لأجل مصاب من أصيب بها مع بشير بن سعد وقوله فأصابوا النعم أي الكثيرة والشاء الكثيرة وأخذوا النساء والصبيان وقوله في الله أي لأجل إعلاء كلمة الله وكان لكل رجل عشرة أبعرة أو عدلها من الغنم. قاله المناوي والعبارة الأولى للزرقاني. والله تعالى أعلم.
ثم بعث شجاع بضم الشين ابن وهب الأسدي البدري في ربيع الأول سنة ثمان. ومعه أربعة وعشرون رجلا، إلى جمع من هوازن يقال لهم بنو عامر بالسيء بكسر السين المهملة فياء ساكنة فهمز كذا ضبطه البرهان والشامي، وفي الصحاح والقاموس والمراصد أنه بالكسر وشد الياء وكذا ضبطه أبو عبيد البكري قاله العلامة الزرقاني وبالضبط الأول ضبطه المناوي وهو ماء من ذات عرق إلى وجرة على ثلاثة مراحل من مكة إلى البصرة وخمس من المدينة، قاله في المواهب، ووجرة بفتح الواو وسكون الجيم كما في الزرقاني موضع بين مكة والبصرة أربعون