ميلا فيها مرتع للوحش قاله في القاموس. وأمره المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم أن يغير عليهم فكان يسير بالليل ويكمن بضم الميم وفتحها بالنهار حتى صبحهم وهم غافلون، ونهى أصحابه أن يمعنوا في الطلب بضم التحتية وكسر العين المهملة أي يبعدوا فأصابوا نعما وشاء وكانت سهامهم خمسة عشر بعيراً وغابوا خمسة عشر ليلة.
وللعراقي:
(بعث شجاع بعده إلى بني ... عامر بالسيئ إلى هوازن)
(يسير ليلا يكمن النهارا ... فسار حتى صبح الديارا)
(أصاب منهم نعما وشاء ... وخمسوا فقسموا ما جاء)
ثم بعث كعب بن عمير بضم العين المهملة الغفاري بكسر المعجمة وخفة الفاء من أكابر الصحابة ومعه خمسة عشر رجلا في ربيع الأول سنة ثمان إلى ذات أطلاح بفتح الهمزة وسكون الطاء وبالحاء المهملتين وهي وراء وادي ذي القرى، وقيل هي من أرض الشام. قاله المناوي فوجدوا بها جمعا كثيرا جدا فرآهم عين لهم فأخبرهم بقلة الصحابة فجاؤا على الخيل وروى أنهم دعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم فقاتلهم الصحابة أشد القتال حتى قتلوا إلا أميرهم كعب بن عمير فنجى جريح فتحامل حتى أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وفي المواهب وأفلت منهم رجل جريح في القتلى قال مغلطاي قيل هو الأمير فلما برد بفتح الراء وضمها عليه الليل تحامل حتى أتي النبي صلى الله عليه الليل فأخبره الخبر فشق ذلك عليه وهم بالبعث إليهم فبلغه أنهم ساروا إلى موضع آخر فتركهم انتهى. وذكر بعضهم أن كعب بن عمير قتل مع أصحابه.
وللعراقي:
(فبعث كعب بن عمير من غفار ... لذات إطلاع فحلوا بالديار)
(فجدوا جمعا كثيرا قاتلوا ... من أعظم القتال حتى قتلوا)
(إلا الأمير بن عمير كعبا ... نجى جريحا كان رزءا صعبا)
أي كان ذلك رزء بضم الراء صعبا، أش شديداً على المسلمين، شق على