سهلا فأطاع لعمرو فكان عمرو يصلى بالناس فسار حتى وصل إلى العدو فحمل عليهم المسلمون حملة رجل واحد وهم غافلون انهزموا وتفرقوا في البلاد، قال البلاذري وقتل منهم مقتلة عظيمة وغنم وقال بعضهم لم تكن هناك غنائم تقسم، وروي أن عمرا أمرهم في تلك الغزوة أن لا يوقدوا نارا وأنكر ذلك عمر فقال له أبو بكر دعه فإن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لم يبعثه علينا إلا لعلمه بالحرب فسكت ولما انهزموا أراد المسلمون أن يتبعوهم فمنعهم عمرو فلما قدموا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فسأله فقال كرهت أن أذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم. وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فحمد أمره قال عمرو فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على قوم فيهم أبو بكر وعمر إلا لمنزلتي عنده فقلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ فقال عائشة؟ فقلت إني لست أعني النساء، إني أعني الرجال، فقال أبوها، فقلت ثم من؟ قال ثم عمر بن الخطاب، فعد رجالا، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. وفي الحديث جواز تامير المفضول على الفاضل إذا امتاز المفضول بصفة تتعلق بتلك الولاية، انظر الزرقاني.
فائدة:
بلي هو أبو قبيلة كبيرة وهو ابن عمرو بن الحارث بن قضاعة، وعذرة أبو قبيلة كبيرة أيضا وهو ابن سعد بن هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بضم اللام بن الحارث بن قضاعة وبنو القين ويقال لهم بلقين مثل بلحارث قبيلة من قضاعة أيضا.
وللعراقي:
(فبعث عمرو وهو ابن العاصي ... إلى قضاعة بمرمى قاصي)
(ذات السلاسل وكان من معه ... عد ثلاثمائة مجتمعه)
(فبلغ ابن العاصي كثر الجمع ... أرسل يستمد قدر الوسع)
(أرسل له أبا عبيدة ورد ... في مائتين منهما شيخا الرشد)