قوله بمرمى قاصى أي محل بعيد وخص عمرا بالإرسال لأن له فيهم رحما لأن أم أبيه من بلى ولعلمه بالحرب، والكثر بالم نقيض القلة والعمران بدل من قوله شيخا الرشد واللام في قوله بالأدبار بمعنى على أي انهزموا.
ثم سرية الخبط بفتح المعجمة والموحدة وهو ما يسقط من الشجر إذا ضرب بنحو عصى سميت بذلك لأنهم أكلوا فيها الخبط، وتسمى سرية أبي عبيدة لأنه أميرها، وسماها البخاري غزوة سيف البحر والسيف بكسر المهملة فتحتية ساكنة ففاء ساحل البحر وفي تسميته لها غزوة جرى على غير إصطلاح أهل السير إذ لم يحضرها المصطفى صلى الله عليه وسلم لكن الأقدمين لا يراعون ذلك غالبا انتهى.
بعثه عليه الصلاة والسلام في ثلاثمائة يعترض عيرا لقريش كما في الصحيحين وفي مسلم أيضا عن جابر إلى أرض جهينة ولا منافاة بينهما فالجهة أرض جهينة والقصد تقلى عير قريش وهي الإبل المحملة طعاما وغيره لكن في كتب السير أن البعث لحي من جهينة بالقبلية بفتح القاف والموحدة مما يلي ساحل البحر وبينها وبين المدينة خمس ليال ولعل البعث للمقصدين رصد عير قريش ومحاربة حي من جهينة قال ابن سعد وكانت في رجب سنة ثمان وفيه نظر فإن تلقى عير قريش ما يتصور أن يكون في هذه المدة لأنهم كانوا حينئذ في الهدنة والصحيح أن تكون هذه السرية سنة ست أو قبله قبل هدنة الحديبية نعم، يحتمل أن تلقيهم للعير ليس لمحاربتهم بل لحفظهم من جهينة والله أعلم.
قال الحافظ بن حجر لكن قال شيخ الإسلام ابن العراقي في شرح «التقريب» قالوا وكانت هذه السرية في رجب سنة ثمان وذلك بعد نكث قريش للعهد وقبل الفتح فإنه أي الفتح كان في رمضان من السنة المذكورة انتهى، قاله في المواهب.
قال الزرقاني وبه يسقط النظر. وقال في قوله المحملة طعاماً وغيره هذا بحسب الاستعمال المشتهر فلا ينافي انها في الأصل التي تحمل