نحرت. قال أصبت. ثم ماذا؟ قال نحرت. قال أصبت, ثم ماذا؟ قال نهيت. قال ومن نهاك؟ قال أبو عبيدة. قال ولم؟ قال زعم أنه مال لي. فقال أربع حوائط أدنا تجذ منه خمسين وسقاً. وقد الأعرابي مع قيس فأوفاه أو سقه وحمله وكساه فبلغ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فعل قيس فقال إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت. وفي البخاري هنا عن جابر قال كان رجل من القوم نحر ثلاث جزائر ثم نحر ثلاث جزائر ثم نحر ثلاث جزائر بالتكرار ثلاث مرات, قال العلامة محمد بن عبد الباقي ولم يتكلم الفتح ولا المصنف هنا, يعني القسطلاني على الجمع بينه وبين رواية أنه اشترى خمساً نحر منها ثلاثا ثم منع مع ذكرهما له في شرح هذا الحديث ويمكن الجمع بأنه نحر أولا ستا مما معه من الظهر ثم اشترى خمسا نحر منها ثلاثا ثم نهي فاقتصر من قال ثلاثا على ما نحره مما اشتراه ومن قال تسعا ذكر جملة ما نحره فإن ساغ هذا وإلا فما في الصحيح أصح والله أعلم. انتهى كلامه. وأخرج الله لهم دابة من البحر تسمى العنبر فأكلوا منها وتزودوا ورجعوا ولم يلقوا كيدا. وفي رواية عن جابر فأكلنا منها نصف شهر حتى صحت أجسامنا فأخذ أبو عبيدة ضلعا بكسر الضاد وفتح اللام من أضلاعه فنصبه ونظر إلى أطول بعير فجاز تحته براكبه, ولابن إسحاق ثم أمر بأجسم بعير معنا فحمل عليه أجسم رجل منا فخرج من تحتها وما مست رأسه. وجزم الحافظ في المقدمة أن الرجل قيس بن سعد بن عبادة, وقال في الفتح أظنه قيساً فإنه كان مشهورا بالطول وقصته مع معاوية معروفة, لما أرسل إليه ملك الروم أطول رجل منهم ونزع له قيس سراويله فكان طول قامة الرومي بحيث كان طرفها على أنفه وطرفها بالأرض وعوتب قيس في نزع سراويله فأنشد.
(أردت لكي ما يعلم الناس أنها ... سراويل قيس والوفود شهود)
(وأن لا يقولوا غاب قيس وهذه ... سراويل عادي نمته ثمود)
وفي مسلم عن جابر فأخذ أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في