للكعبة ويعظمونها كتعظيمها ويعرفون فضل اللعبة عليها لأنها بيت إبراهيم وإبرهم بفتح الهاء بلا ألف وفيه إبراهيم وإبراهام وإبراهوم وإبراهم مثلثة الهاء. قال مجاهد هي شجرة وقال الضحاك صنم وضعه سعد بن ظالم الغطفاني بنخلة على ليلة من مكة فأخذ حجرا من الصفى وحجرا من المروة ونقلهما إلى نخلة ثم أخذ ثلاثة أحجار فأسندها إلى شجرة وقال هذا ربكم, وكان سدنتها بني شيبان من سليم حلفاء بني هاش وخرج إليها خالد لخمس بقين من رمضان سنة ثمان فلما سمع سادتها بسير خالد إليها قال:
(أيا عز شدي شدة لا سوى لها ... على خالد ألقي القناع وشمري)
(أيا عز إن لم تقتلي المرء خالدا ... فبوئي بإثم عاجل أو تنصر)
فهدمها خالد أي هدم البيت الذي فيه وكان على ثلاث سمرات فهل رأيت شيئا قال لا. قال فإنك لم تهدمها, فارجع إليها فاهدمها فرجع وهو متغيظ فجرد سيفه فخرجت إليه امرأة عجوز عريانة سوداء ثائرة الرأس تحثوا التراب على وجهها فجعل السادن يصيح وهو يقول يا عزى خبليه, يا عزى عوريه, ولا تموتي برغم, فضربها خالد هو يقول:
(يا عز كفرانك لاسبحانك ... إني رأيت الله قد أهانك)
فجز لها بفتح الجيم وشد الزاء قطعها اثنتين أي قطعتين ورجع إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم, فأخبره فقال نعم, تلك العزى وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا. وللعراقي:
(فبعث خالد لهدم العزى ... فجزها باثنين جزا جزا)
وجزا جزا توكيد كمل به الوزن. ثم بعث عمرو بن العاص في رمضان سنة ثمان, قال الزرقاني لم نر