خصوص يوم خروجه إلى هدم سواع وسواع اسم ابن شئت بن آدم لما مات صورت صورته وعظمت بموضعه من الدين ولما عهدوا في دعائه من الإجابة ويغوث ويعوق ونسرا أولاده فلما ماتوا صوروهم فلما خلفت الخلوف قالوا ما عظم هؤلاء آباؤنا إلا لأنها ترزق وتنفع وتضر فاتخذوها آلهة وسواع صنم هذيل على ثلاثة أميال من مكة قال عمرو فانتهت إليه وعنده السادن فقال ماذا تريد فقلت أمرني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن أهدمه, قال لا تقدر على ذلك فقلت لم؟ قال تمنع؛ فقلت حتى الآن أنت على الباطل, ويحك هل يسمع أو يبصر؟ قال فكسرته ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟ قال أسلمت لله. وللعراقي:
(فبعث عمرو ثانيا فهدمها ... سواع والسادن مسلما)
ثم سرية سعد بن زيد الأشهلي في رمضان سنة ثمان في عشرين فأرسل إلى هدم مناة, قرأها ابن كثير بالمد والهمزة والعامة بالقصر غير مهموز ومناة صنم الأنصار قبل الهجرة, زاد ابن سعد غسان, قالت عائشة كان الأنصار يهلون لمناة وقال قتادة صنم لخزاعة وكان بالمشلل بضم الميم وفتح المعجمة واللام الأولى المشددة جبل على ساحل البحر يهبط منه إلى قديد فلما انتهى إليها سعد قال السادن ماذا تريد؟ قال هدم مناة؛ قال أنت وذاك تهكما لظنه أنه لا يقدر عليها فأقبل سعد يمشي إليها فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعوا بالويل وتضرب صدرها وقال السادن مناة دونك بعض عصاتك, فضربها سعد فقتلها وأقبل إلى الصنم ومعه أصحابه فهدموه وفي المواهب إن ذلك لست بقين من رمضان, قال الزرقاني فكان اللائق تقديمه على هدم العزى لكنه تبع العيون وغيرها لتقديمها في الذكر العزيز والاهتمام بشأن هدمها لأنها من أصنام قريش ولذا قال أبو سفيان ليلة أسلم كيف أصنع بالعزى؟ فقال له عمر تخرع عليها. وللعراقي: