للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهدم منصوب بنزع الخافض أي الهدم, قوله على قديد, أي وكان بيته مشرفا على قديد, وسمي الصنم بمناة لأن دماء النسك كانت تمنى به, أي تراق, انظر المناوي. ثم سرية خالد إلى بني جذيمة بفتح الجيم وكسر الذال وهو ابن عامر بن عبد مناة بن كنانة. وقول الكرماني من بني القيس وهم, وتبعه في المواهب, قال الزرقاني والعجب من المصنف يعني القسطلاني كيف جزم بما حكم الشيخ الحافظ أنه وهم, وكذا قال إمام المغازي ابن إسحاق جذيمة من كنانة وتبعه اليعمري وغيره, انتهى. وكانوا أسفل مكة على ليلة بناحية يلملم, بعثه عليه السلام وهو مقيم بمكة قبل خروجه إلى الطائف باتفاق أهل المغازي في شوال سنة ثمان لما رجع من هدم العزى في ثلاث مائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار وسليم بن منصور ومدلج بن مرة وبعثه عليه السلام داعيا إلى الإسلام لا مقاتلا, فوطؤا بني جذيمة وتعرف بغزوة الغميصاء بضم الغين المعجمة وفتح الميم وسكون التحتية وهو ماء لبني جذيمة أوقع فيه خالد بهم, ولما انتهى إليهم قال ما أنتم, يسأل عن صفتهم قالوا نحن مسلمين بالياء ابن سعد أي نحن من قوم مسلمين أو نصب بتقدير فعل قد صلينا وصدقنا بمحمد وبنينا المساجد وأذنا فيها, قال فما بال السلاح عليكم؟ قالوا بيننا وبين قوم من العرب عداوة فخفنا أن تكونوا هم, قال فضعوا السلاح فوضعوه. قال البخاري فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا ذلك فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا وفي رواية ابن سعد فقال استأسروا فاستأسروا القوم فأمر بعضهم فكتف بفتح التاء مخففا بعضا وفرقهم في أصحابه ولما كان السحر نادى خالد من كان معه أسير فليقتله, فقتل بنو سليم أسراهم وأطلق المهاجرون والأنصار أسراهم فانفلت رجل من القوم فأتاه صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره فقال اللهم إني أبرؤ إليك من فعل خال. وبعث عليا فودي لهم دماءهم وما أصيب لهم من الأموال حتى أنه ليدى لهم مليلغة الكلب. قال الخطابي يحتمل أن خالدا نقم عليهم العدول

<<  <  ج: ص:  >  >>