عن لفظ الإسلام لأنه فهم أن مرادهم خرجنا إلى الدين الباطل مع أن مرادهم من الدين إلى دين. انتهى. قال الحافظ قول ابن راوي الحديث فلم يحسنوا الخ يدل على أنه فهم أنهم أرادوا الإسلام حقيقة ولم يكتف بذلك حتى يصرحوا بالإسلام وهذا على رواية الصحيح؛ وأما على ما في ابن سعد فلعله تأول أن هذا القول منهم تقية كما تأول أسامة في السرية المتقدمة.
لطيفة وعبرة:
روي أن رجلا من بني جذيمة قد جمعت يداه إلى عنق برمة فقال لابن أبي حدرد يا فتى هل أنت آخذ بهذه الرمة, فقائدني إلى هذه النسوة حتى أقضي إليهن حاجة فتصنع بي ما بدى لكم؟ فقدمه حتى وقف عليهن فقال:
(أسلمي حبيش ... قبل نفاذ العيش)
أريتك إن طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتم بالخوانق)
(فلا ذنب لي قد قلت إذ أنا ها هنا ... أثيبي بود قبل إحدى الفائق)
(أثيبي بود قبل أن يشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق)
فقالت امرأة منهن:
(وأنت فحييت عشرا ... وتسعا وترا وثمانية تترى)
فقامت إليه امرأة حين ضرب عنقه فأكبت فما زالت تقبله حتى ماتت عنده. وحبيش ترخيم حبيشة حلية بفتح الحاء المهملة وسكون اللام فتحتية والخوانق بفتح المعجمة ونو وقاف موضوعان والودائق جمع وديقة وهي شدة الحر في الظهيرة, قال السهيلي نقله الزرقاني والصفائق بصاد مهملة ففاء فألف الحوادث كما في القاموس, وللعراقي: