النون وكسر الذال المعجمة أي علم، سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي المهاجري وكان شجاعا يسبق الفرس وكان يريد الغابة ولما علم بهم صرخ وا صباحاه، ثم خرج يشتد بآثار القوم وكان مثل السبع حتى لحق بالقوم وهو على رجليه وكان عينية في أربعين فارسا فجعل يرميهم بالنبل ويقوم إذا رمى:
(خذها وأنا ابن الأكوع .. اليوم يوم الرضع)
فإذا وجهت الخيل نحوه انطلق هاربا ثم عارضهم فإذا أمكنه الرمي رمى ثم قال:
(خذها وأنا ابن الأكوع ... اليوم يوم الرضع)
فيقولون أكيوعنا أول النهار، وبلغ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم صياح ابن الأكوع فصرخ بالمدينة الفزع الفزع، وترامت الخيل إليه صلى الله تعالى عليه وسلم فكان أول من انتهى إليه من الفرسان المقداد بن عمرو ثم عباد بن بشر وسعد بن زيد الأشهلان فعقد لواء للمقداد تعالى عليه وسلم في خمسمائة وقيل سبعمائة فأدرك المقداد ومن معه أخريات العدو وقتل أبو قتادة مسعدة بن حكمة بفتحتين الفزاري رئيس المشركين وسجاه ببرده فاسترجع المسلمون لما رأوه، وقالوا قتل أبو قتادة فقال عليه السلام ليس بأبي قتادة ولكنه قتيله، وضع عليه برده لتعرفوه فتخلوا عن قتيله وسلبه، كذا لابن عقبة ولابن اسحاق أن قتيل أبي قتادة حبيب بن عيينة وكذا في حديث مسلم ولكن سماه عبد الرحمن قال الحافظ ويحتمل أن له اسمين، وأدرك عكاشة بن محصن أوبار وابنه عمرا وهما على بعير فانتظمهما بالرمح فقتلهما جميعا واستنفذ بعض اللقاح وأوبار بفتح الهمزة وسكون الواو ثم موحدة فألف فراء كذا ضبطه البرهان ولابن سعد أنه أثار بضم الهمزة فمثلثة آخره راء وقتل من المسلمين محرز بن نضلة الأسدى من بني أسد بن خزيمة وفي البخاري عن سلمة أنه، أي سلمة، استنقذ اللقاح كلها واستلب ثلاثين بردة وفي مسبلم ما زلت أرميهم بالنبل وأرتجز فألحق