رجلا منهم فأمكنه سهما في رجله وخلص السهم إلي كعبه فما زلت أرميهم وأعقرهم فإذا رجع إلي فارس منهم أتيت شجرة فجلست في أصلها ثم رميته فعقرت به، فإذا تضايق الجبل ودخلوا في مضايقه علوت الجبل فرميته بالحجارة غما زلت كذلك حتى ما خلق الله لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من بعير إلا اخلفته وراء ظهري ثم أتبعهم أرميهم حتى ألقوا أكتر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يتخففون بها – انتهي المراد منه.
وفي المواهب أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لحق عشاء فقال سلمة، فقلت يا رسول الله إن القوم عطاش فلو بعثتني في مائة لاستنفذت ما في أيديهم من السرح وأخذت باعناق القوم، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم يابن الأكوع ملكت أي قدرت عليهم فأسجح بهزة قطع فسين مهملة ساكنة فجيم مكسورة فحاء مهملة أي أرفق واحسن، والسجاحة بكسر السين السهولة أي لا تاخذ بالشدة فقد حصلت النكاية في العدو ولله الحمد. ثم قال إنهم الآن ليقرون في غطفان بضم التحتية وسكون القاف وفتح الراء وضمها وسكون الواو من القرى وهو الضيافة وقيل معنى ضم الراء أنهم يجمعون الماء واللبن ولابن اسحاق انهم الآن ليغبقون في غطفان من الغبوق وهو بالغين المعجمة شرب أول الليل – انتهى.
وقد تقدم في رواية مسلم والبخاري عن سلمة انه استنقذ جميع اللقاح ولابن سعد وابن اسحاق والواقدي فلم تزل الخيل تاتي والرجال على أقدامهم وعلى الإبل إلي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بذي قرد فاستنقذوا عشر لقاح وأفلت القوم بما بقي وهو عشر، وأقام به يوما وليلة ورجع وقد غاب خمس ليال قال الشامي وما في الصحيحين هو المعتمد لصحة سنده انتهى.
ولا يرد على كون اللقاح عشرين بمجردها أن معها زيادة عليها الجمل الذي كان لأبي جهل ولا ناقته عليه الصلاة والسلام التي رجعت عليها امرأة أبي ذر، لأنها إنما عادت عليها بعد عودة عليه السلام إلي المدينة -