يعني أن عمره عليه السلام غير التي قرنها بحجته على القول بها كان جميعها في ذي القعدة على القول الذي حققه من عد كلهن أي تعرض لعدده، فالناظم رحمه الله تعالى تفنن في العبارة فأنث الضمير أولا وجمعه باعتبار المعنى وأفرده ثانيا وذكره مراعاة للفظ كل، لأنها مضافة لمعرفة قال الشيخ المختار ابن بون.
(وان تضف كل إلي معرف ... فبينما الوجهين تخيير قفي)
والوجهان اعتبار اللفظ واعتبار المعنى فراعي المعنى في قوله كن واللفظ في قوله عده لكن في التنبيه عن المرادي ان ذلك انما هو في المضافة معنى إلي معرفة فمثال اعتبار المعنى فيها وكل آتوه داخرين ومثال اعتبار اللفظ فكلا أخذنا بذنبه. قال والمسموع في المضاف إلي معرفة لفظا مراعات اللفظ فقط نحو {وكلهم ءاتيه يوم القيامة إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا} قال والضمير في احصاهم راجع لمن لا لكل، ولا يكاد يوجد في لسان العرب كلهم يقومون وكلهن قائمات، وان كان موجودا في تمثيل كثير من النحاة انتهى والله تعالى أعلم.
وقوله ذي القعدة بفتح القاف وبكسر سمي بذلك لأنهم كانوا يقعدون فيه عن الأسفار قاله في القاموس، وأشار بقوله حققه إلخ .. إلي أن التحقيق انه عليه السلام لم يعتمر إلا في ذي القعدة كما قال أنس وعائشة. وأما ما في البخاري عن ابن عمر أنه عليه السلام اعتمر في رجب وان عروة بن الزبير قال لعائشة رضي الله تعالى عنها بحضرة ابن عمر يا اماه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت وما يقول؟ قلت يقول اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب، فقالت يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري ما اعتمر في رجب وما اعتمر من عمرة إلا وانه أي ابن عمر لمعه وابن عمر يسمع كلامها فما قال لا ولا نعم بل سكت فقال العلماء إنها قالت ذلك مبالغة في نسبته إلي النسيان حيث قال ان أحداهن في رجب، قالوا وسكوته يدل على انه اشتبه عليه أو