وسلم قبل جميع نسائه بل وقيل كل أحد من الرجال والنساء فارتقت بسبب ذلك إلي أعلى مقام أي علت إليه، قال العلامة الزرقاني في شرح المواهب: أنها أول خلق الله تعالى أسلم بإجماع المسلمين، لم يتقدمها رجل ولا إمرأة، قاله الحافظ أبو الحسن عز الدين بن الأثير، وأقره الإمام الذهبي وسبقهما لحكاية الإجماع الثعالبي وابن عبد البر فسنت أحسن السنن ولها أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة – انتهى كلامه.
(وما تزوج عليها أحدا ... حياتها من النساء أبدا)
هذا من مناقبها التي اختصت بها يعني أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لم يتزوج على خديجة رضى الله تعالى عنها في مدة حياتها بل توفيا في مكة وما في عصمته عليه السلام سواها. وهذا مما لا خلاف فيه.
فائدتان:
الأولى: أزواجه صلى الله تعالى عليه وسلم أفضل من سائر النساء قال تعالى: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء اتقيتن} وعبارة القاضي حسين نساؤه أفضل من نساء العالمين وعبارة المتولي خير نساء هذه الأمة ويلزم من كونها خير نساء هذه الأمة أنهن خير نساء الأمم، لأنها أفضل الأمم إلا أنه لا يلزم من تفضيل الجملة على الجملة بتفضيل كل فرد على كل فرد قيل بنبوءة مريم وآسية وأم موسى فإن ثبت خصت من العموم، ذكره السبكي زاد غيره وحواء وسارة وهاجر نقله الزرقاني.
الثانية معنى كون أزواجه عليه السلام أمهات المؤمنين أي في تحريم نكاحهن على التأبيد ووجوب احترامهن، لا في نظر وخلوة بهن فحرام كالأجانب قال تعالى:{وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} أي ستر، قال عياض فلا يجوز إظهار شخوصهن وإن كن متسترات إلا