الفيل يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم وكان أول المحرم تلك السنة يوم الجمعة وقيل ولد بعد قدومه بشهر وقيل بعد قدومه بأربعين يوما وقيل لم يولد عام الفيل بل ولد بعده قيل بسنتين وقيل بعشر سنين، قال مغلطاي وهذا الأخير لا يصح وقيل ولد بعد الفيل بخمس عشرة سنة ورد وقيل غير ذلك، والمشهور أنه ولد بعد الفيل لأن قصة الفيل كانت توطئة لنبوءته وتأسيسا لظهوره وقد كثرت الخوارق قبله إرهاصا بكسر الهمزة أي تأسيسا لرسالته كقصة الفيل وكثرة الهواتف به وإخبار الكهنة وغير ذلك. والصحيح الذى عليه الجمهور، بل حكى بعضهم عليه الاتفاق أنه ولد بمكة فقيل في الدار التى كانت بيد عقيل بن أبي طالب وصارت لمحمد بن يوسف أخي الحجاج وهي بزقاق المدكك بدال مهملة قيل ان المصطفى صلى الله عليه وسلم وهبها لعقيل فلم تزل بيده حتى توفي عنها فباعها ولده محمد بن يوسف. وقيل إن عقيلا باعها بعد الهجرة تبعا لقريش حين باعوا دور المهاجرين فأدخل محمد بن يوسف ذلك البيت الذى ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم في داره ولم تزل كذلك حتى حجت خيزران جارية المهدي أم هارون الرشيد فأفردت ذلك البيت وجعلته مسجدا يصلى فيه، وفي الروض أن الدار التى لمحمد بن يوسف بنتها زبيدة زوجة الرشيد مسجدا حين حجت وهي عند الصفا وقيل إنه ولد بالشعب بكسر الشين المعروف بشعب بنى هاشم وقيل ولد بالردم بفتح الراء وسكون الدال المهملتين أي ردم بنى جمح وقيل لم يولد بمكة بل ولد بعسفان، قال في النور وهي قرية جامعة على ستة وثلاثين ميلا من مكة اهـ. لكن هذا القول لا يعول عليه، قال محمد بن عبد الباقي (في يوم الإثنين من الشهر الأغر) الغرة بياض في الوجه وغرة المال خياره وغرة القوم شريفهم والأغر الأبيض من كل شيء ووصفه بكونه أغر لإضاءته بوجود المصطفى صلى الله عليه وسلم فيه دون غيره من الشهور، فيا لها من خصوصية ما أعظمها، ومراده به ربيع الأول (في ثالث الشهر) الذى هو ربيع (أو الثاني عشر) منه وهو المشهور عند الجمهور، قاله ابن كثير، قال محمد بن عبد